بعد الثورة الإعلامية الرقمية في العالم سواء في الاعلام المرئي او عالم الشبكة العنكبوتية ونحن في الشرق نتلقى ألكم الهائل من الأفكار والمعلومات وتحليل الصراع المجتمعي والأدوات الواجب استخدامها في تغيير مسار النتاج العنفي للمجتمع ...
مرة يطل علينا مفكري صدام الحضارات ونهرول نحو اعادة قراءة الحضارات السومرية والبابلية والآشورية مرورا بالفينيقية شطر الاهرامات الفرعونية وفصيل اخر يتحدث عن صراع الأديان وما ينعكس سلبا في ولادة الكراهية المجتمعية وما يترتب من نتاج فكري لرجال الدين ومحور التدين السياسي .. وبعدها نصحو على مؤسسات دينية سياسية تتبعها حركات وفصائل عسكرية تمتلك العدة والسلاح والتمويل مثلما تطورت حركة القاعدة في أفغانستان وكان اخرها ولادة داعش التي اجازت كسابقتها بيع النساء جواري في أسواق الرّق واعتبارهن جزءا لا يتجزا من غنائم الحروب
وبذلك تعززت المدارس الفكرية وتجذرت المفاهيم الطائفية والنتاج العنفي وللمرأة خصوصا في ذلك النتاج. وفي تتبع المسارات العنفية ضد المرأة منذ بدء الخليقة مرورا بمراحل تطور الفكر الإنساني بما صنفه الفيلسوف اوغست كنت لمرور مراحل التفكير الإنساني بثلاث مراحل: اللاهوتية ، الميتافيزيقية ، العلمية او ما تسمى بالموضوعية والتي بدا الفكر القانوني يتبلور بشأن الحريات وحقوق الانسان .. اعتقد من الموضوعية بتناول الأحداث بغية الارتقاء بعالم المرأة لزاما ان اتجه صوب المدارس الفكرية الحديثة في علم الاجتماع لدراسة حاجات النسق الاجتماعي ( system needs social)
حيث ان البناء المجتمعي في التربية والتعليم وفق المعايير العلمية الحديثة وتحت مظلة حقوق الانسان اصبح لزاما على مجتمعاتنا كحاجة لها الاولويات وبها سيتعزز دور المرأة شريكة مجتمعية حتى تكون لدينا مساحة فكرية بغية تقليم الثقافة الذكورية مهما كان سندها دينيا او قانونيا لما تتمتع به قوانين الأحوال الشخصية في بلدان الشرق من نفوذ فقهاء الديانات وزرع أوتاد اللاعدالة المجتمعية والتسلط الذكوري بتعسف ضد المرأة سواء بالتنظير لاصدار القوانين او في مرحلة لاحقة للتطبيق والتنفيذ وكذلك الثقافة المجتمعية من خلال ثورة فكرية وتوجيه امثل للتنمية البشرية تحت معايير المظلة القانونية الدولية من الرعاية والمراقبة والتدقيق.
ولكل ما تقدم أقول ان تحرير المرأة هو اللبنة الاولى في الرقي الإنساني لعالم تسوده العدالة الانسانية .. والمراة هي المدرسة التّي تكون وتصقل فيها شخصية الإنسان، ويجدر بِنَا القول ان المجتمع الذّي يترك أطفاله في أحضان امرأة جاهلة لا يمكنه أن ينتظر من أفراده خيراً ... يكفي تنظيرا وتجاربا في الارتقاء بالشعوب لبر الأمان وفق نظريات شتى ...
سيبقى تحرير المرأة اولا وأخيرا هو المدخل الوحيد لعالم بلا عنف.