لماذا يرفض المغاربة تدخين المرأة، بينما يقبلون تدخين الرجل، ويعتبرونه ممارسة مقبولة رغم أضرارها الصحية الكثيرة.
ورغم تسجيل بعض الإحصائيات ارتفاع نسبة النساء المدخنات، إلا أن مصادفة واحدة منهن يبدو نادرا، بسبب “لجوء” معظمهن إلى فضاءات مغلقة بعيدا عن أعين الفضوليين، تقول لُبْنى (طالبة) “تَدخيني أمام الملأ يقلل من احترام الناس لي، وينظرون إلي بنظرات غير بريئة”.
غير أن لسهام رأي آخر حيث تؤكد “لا أعتقد أن التدخين يُمكن أن يقلل من احترام المرأة أو يدخل في أسئلة الأخلاق، فالظروف التي دفعت المرأة للتدخين هي الظروف نفسها التي يبرر بها الرجل ذلك”.
حسب المختصين فإن القلق والتوتر يواجهان المرأة المدخنة مثلما يواجهان الرجل المُدخن، وفي هذا الصدد، لا يرى الكثيرون في تدخين المرأة ما يمكن أن يعيبها سواء في الفضاء الخاص أو في العلن، غير أن وجه الغرابة هو قبول تدخين المرأة في الفضاءات الخاصة، ورفضه في العلن.
وهذا راجع إلى العقلية المبنية على “التمييز السلبي” بين الجنسين، حيث تتاين وجهات النظر، فمنها من يرى في وجود المرأة في الاماكن الخاصة تأدية لدورها الطبيعي، بعيدا عن من يريد أن يتهمها بمحاولة التشبه بالرجل أو تقليده، وهكذا يُمكن السماح لها أو عل الأقل الكف عن إصدار حكم متسرع عليها من خلال مشاهدتها وهي تنفث دخان سيجارة.
إن وجود المرأة في الفضاء الخاص يسقط عنها تهمة التشبه بالذكور، بالنظر إلى طبيعة المجتمع مما يعتبر تناقضا فيما يخص وجود المرأة في الفضاء الخاص وطريقة ممارساتها لحريتها فيه. بما أن المرأة أصبحت تشغل مناصب مهمة في قطاعات حيوية، حيث صارت عنصرا فعالا في الحياة، فلماذا لا تُدخن؟ نعم من حقها ذلك، غير أن هذه “المساواة”، لا تعفيها من واجبات في الشرع والقانون، والصحة، إذ من واجبها الامتثال لقوله تعالى (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) وأيضا الرضوخ لقوله تعالى (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).
كما لا تعفيها نفس “المساواة” من الحذر من الأضرار التي يتسبب فيها التدخين من قبيل أمراض كالقلب، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم وسرطان الرئة، وباقي أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو، والسعال المزمن، ناهيك عن تسبب شرب السجائر في مشاكل في المعدة، ومنها: القرحة،بالإضافة إلى أمراض مثل الشيخوخة المبكرة وضعف القدرة الجنسية للرجال والنساء،حيث يتم تسجيل أكبر نسبة منها في صفوف المدخنين، والمدخنات أيضا. لا ينبغي رفض تدخين المرأة فقط، بل يجب أن يطال هذا الرفض الرجل أيضا.