فمَن لا يعرف (قُصره) عليه أن يعرفها، إنها مدينة فلسطينية وادعة، تبعد عن مدينة نابلس حوالي 28 كم إلى الجنوب الشرقي، إنها مثالٌ رائع للنضال الفلسطيني، فهي كفلسطين محاصرةٌ ومغتصبة.
شكرا لك يا مدينة الأبطال، لقد حفرتِ تاريخا جديدا، لمرحلة نضالية جديدة، مليئة بكل أشكال النضال، عندما حاصرتِ سبعةَ عشرَ من غزاة المستوطنين يوم 7/1/2014، وهم من عصابة دفع فاتورة الثمن، ممن يطاردون الفلسطينيين الصامدين في أرضهم، ليرغموهم على الرحيل، هاهم أهالي قُصرة، لقنوا هؤلاء الغزاة درسا لن ينسوه أبدا، بنضالهم الشعبي، وبسلاح صمودهم وحقهم، بعد أن ظنوا أن قُصْره مستَباحةٌ، ولا أحد يحميها.
آه لو كنتُ أملك كاميرا تصوير، لأمضي أياما، أصور أشكال النضال فيك.
فأهالي قصرة لم يملوا من زراعة أشجار الزيتون،منذ سنين، هم يزرعون، وزعران المستوطنات يقلعون، ولو حدث العكس لقامت الدنيا وامتلأت صفحات نشرات جمعيات البيئة بذم أهالي قصرة، واتهم القصراويون بأنهم أعداء البيئة، وأعداء الزيتون،
أعذريني أيتها البطلة، فانا لن أدعم كلماتي بالصور، بل بالملفات المحفوظة عن نضالك من أجل الحياة، ومن أجل الحرية والاستقلال.
اعذرينا أيتها المدينة الفاضلة، عندما تركناك تناضلين وحدك، لأنك تقعين ضمن التصنيف الثالث(سي) ،في دفاتر اتفاق أوسلو، فأمنُك ليس في أيدينا، وإدارتك كذلك في أيدي المحتلين، هأنتٍ تلقنيننا درسا جديدا في النضال، فقبل أكثر من عامين قَتَل الجيشُ الإسرائيليُ عصام بدران، لأنه ألقى الحجارة على غزاة المستوطنين، ممن عاثوا فسادا في القرية بحماية الجيش، وأحرقوا فيها مسجد النورين، وكتبوا شعاراتٍ ضد الوطن والعقيدة.
هأنتِ خلدتِ هذا اليوم، يوم 7/1/2014 ، كيومٍ تاريخيٍ فلسطينيٍ جديد، يوم النضال الشعبي ضد الطغيان والقهر من عصابات مستوطنات شيلو، وشيفعوت راحيل، وعيش كورش وغيرها، وهي مسروقات من أراضي قُصرة وجالود وقريوت ونابلس. هأنتم – أيها القُصراويون- بلجانكم الشعبية، غرستم فسائل الثورة ضد طغيان المحتل، وعربدة عصاباته.
فهل سينضمُّ إلى جهادكم باقي شعبنا، حتى وإن كان مصنفا في المنطقة الأولى والثانية( إي وبي)؟
أم أنهم سيسدلون الستار على هذا النضال الرائع، بحجة أنكٍ تقعين في منطقة سي؟!!!