إن أجمل ما يشعر به الكاتب هو أن يلمس صدى لمقالاته، بل ويجد لها رجعاً وتثير آراء متنوعة، ولله الحمد، أتلقى بين وقت وآخر عدداً من التعليقات على بعض ما ينشر لي في هذه الزاوية، إلا أن المقال الذي نشرته يوم الثلاثاء الماضي، تحت عنوان: المنحرفين في تعبيرهم السعيد، حمل ردوداً كثيرة متنوعة، يسرني أن أخصص هذه المساحة اليوم لواحدة من أهم هذه التعليقات، وسأستعرض البعض من الردود الأخرى في مقالات لاحقة إن شاءالله.
كتب الأستاذ شاكر الزياني، قائلاً «مقالك اليوم لافت ومقلق لكونه يتناول ظاهرة مجتمعية تم السكوت عنها لسنين طوال، وما زالت تحتل وتمتلك تبريرات يتبناها أصحابها من المهووسين بالتفاخر بكل ما هو غير اعتيادي يطيل شواربهم التي يعجبها القفز على القوانين والأعراف حتى الذوق العام. أن يتمخطر أرعن ببندقيته ويطلق الرصاص جزافاً في فرح أو عرس دون مانع أو رادع فتلك الفوضى المباركة بعينها، حيث إنه لو كان يعلم العقاب لما أساء الأدب ولما لبس الفوضى متبختراً غير آبه لعواقب فعلته غير الحضارية وغير الأخلاقية.
في مجتمعاتنا هناك الكثير من المياه الآسنة التي طال عليها العمر وعشش فوقها الطير وشرب وارتوى منها أجيال وأجيال بتفاخر، والذي له حظ في قراءة علم الاجتماع والغوص في تاريخ المجتمعات سيجد ضالته من الإجابات الراوية للظمأ عن شخوص وشخصيات كالتي ذكرتها في مقالك. يقول الله في كتابه العزيز (ولا تمشي في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً). الإسراء. ولنسأل هل هذه الآية الكريمة مفهومة عند كثير منا؟».