تبقى المأكولات الشعبية التي يفضلها الناس ،جزء من التراث الموروث للمجتمعات وخاصة  النساء الائي  يفتخرن   به في الوطن العربي ،لا سيما تلك التي تجهز  في البيت من مواد  غذائية بسيطة متوفرة دائما  بالبيت منذ أقدم العصور ،حين كانت المرأة منذ أقدم العصور متخصصة  بتحضير  الأطعمة بأنواعها  من المنتجات الزراعية المتوفرة  في حديقة البيت دون حاجة للذهاب للمولات والتسوق في اكبر المحال التجارية متباهية بذلك  أمام قريناتها من النسوة  بأنها تتسوق من تلك الأمكنة .
وكانت المرأة قديما تحرص على زراعة  الخضروات مثل البندورة والبقدونس والبصل وغيرها وتطهى منها ألذ الأطعمة  بالبيت دون حاجة ل "الدليفري" لشراء  الوجبات السريعة ،ذلك أن التقليد وتذمر بعض النساء  من الطهي كي لا يتأثر شعرها بالبخار وأظافرها من التقطيع والتنظيف ،فتفضل شراء  المحضر خارج المنزل وتكون سببا في  إرهاق موازنة الأسرة.
في المقابل كانت المرأة العربية في الماضي أكثر تدبيرا من المرأة العصرية التي  تحرص على شراء كل شيء جاهز  .
في هذا المقام أتذكر أمي رحمها الله ، كانت مزارعه تهتم  بالحديقة المنزلية خلف البيت  وتملأها بأحواض المنتجات الزراعية التي تحتاجها  ،حينها كانت اللحوم تطهى فقط في أيام الجمعة والمناسبات مثل الأعياد وبعض الحالات المقرونة بالولائم ،وهذا ليس عيبا أو بخلا  ، لإن الحياة  أبسط من حياتنا الحالية بالرغم أن الكثير الآن  ميسرا لكنه مرتفع الثمن .
في هذا السياق أستذكر نوعا من الوجبات  ،ذات القيمة الغذائية العالية وتعرف في  المجتمع الأردني الفلسطيني بقلاية البندورة أو بمصطلح معروف أكثر طاجن بندورة ومكوناته بسيطة مثل  ملعقة سمن أو زيت أو  وبصل وحبات بندورة مقطوفة من حديقة المنزل غير المتوفرة الآن ، بفعل السكن القسري للأغلبية في الشقق والمنازل المتعددة الطوابق لمواكبة التقدم الحضاري ، ووجبة قلاية البندورة،تعمدت اليوم  تحضيرها  لصديقاتي اللواتي دعوتهن لشقتي  المتواضعه لمشاركتي طعام الغذاء   مع بعض السلطات المحضرة بيدي  مثل المتبل والخيار باللبن ،والكبة وشوربة العدس   ،ومع تقديم هذه الوجبة البسيطة التي أستمتعن بها وشكرنني عليها كثيرا وتسائلن عن مناسبتها فأجبتهن بأنني أردت أن يعرفن أني ربة بيت جيدة ولست سيدة أعمال وصحفية فقط ،ولا تدخل قلاية البندورة في قواميسها ،مثل باقي المأكولات  الشعبية الأماراتية الشهيرة  مثل الهريس والصالونة والمجبوس والرقاق والبلاليط وغيرها من المأكولات الشعبية التي تستقطب كافة أفراد الاسرة بالإمارات ، تمنيت أنه لو كان عندي حديقة لإزرعها هنا ،وأن  تعمل كل النساء على تطبيق مبادرة "إنتاجي من بيتي" التي أطلقتها بلدية عجمان لتشجيع المرأة على إستغلال المساحات الفارغة بالزراعة بما يعكس دورهن   الريادي في تمكين الاسرة إقتصاديا وتوفير الدخل المناسب الذي تتطلبه الحياة العصرية.