خصصت الإمارات بأن عام 2016 سيكون عاما للقراءة وذلك بمبادرة أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وتابعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاها الله ليكون هذه العام عاما للقراء في وجه التحديات الرقمية وانتشار التكنولوجيا الإلكترونية والذكية التي سيطرت على العقول وأدت إلى اعتزال القراءة والعزوف عن قراءة الكتب التي تمتلأ بالأتربة والغبار في الرفوف هذه الأيام في المكتبات العامة ومكتبات المرافق العامة.
وذكرت صديقة لي تعمل في مكتبة أمانة عمان الكبرى الضخمة التي تشتهر بالموسوعات والكتب والمؤلفات بأن روادها قلة قليلة من الدارسين وبعض طلبة الجامعة والباحثين وأن عدد المشتركين في المكتبة العامة قل عما كان في السابق خلال العاميين الماضيين وعزت ذلك إلى أنتشار الأجهزة الإلكترونية والأجهزة الرقمية الأخرى التي توفر المعلومات التي يحتاجها الباحثين والدارسين عبر شبكة الإنترنت مؤكدة أن الكتاب ثروة ورفيق لا يدرك أهميته إلا قلة هذه الأيام .
في حين أن صديقة أخرى تعمل في الجامعة الأردنية بعمان أكدت أن لجؤها لمكتيه الجامعة يكون يوميا لان لديها أبحاث لمشاريع تخرج واحتياجات فكربة مرجعية تحرص على متابعاتها من بطون الكتب للتعمق فيها موضحة أن عدم وجود الضغط في المكتبة من روادها الطلبة يساعدها كثيرا على استعارة الكتب بشكل دوري ويساعدها على اختيار الكتب التي تحتاجها دائما دون عناء.
وأكدت إحدى المتطوعات في جمعية أصدقاء الأطفال بالأردن بأن حملة تشجيع الأطفال على القراءة حظيت باهتمام المدارس ولكن مع انتشار أجهزة النوت و الآيبادات أدى إلى عزوف الطلبة على المشاركة في مسابقات القراءة كما السابق فتوقفت الحملة منذ فترة في حين أنها انطلقت في دول أخرى مجاورة مثل الإمارات التي تشجع على القراءة وتعزز التنافسين الذين يقرأون الكتب بشكل دوري للاطلاع والمعرفة والتفكر .
بقي أن نقول هل تشجيع القراءة يحتاج إلى حوافز ومسابقات ولماذا لا تكون القراءة منهجا معتمدا تلبية للنداء الرباني سبحانه إقرأ الذي أنزلت فيها أو آية قرآنية على سيدنا محمد صل الله عليه وسلم في سورة العلق بقوله تعالى "اقرأ باسم ربك الذي خلق " وهو أمر رباني وواجب ديني وأنساني كي نقرأ القرآن ونتفكر به ونعود لفطرتنا الأولى في حب المعرفة والتعلم من خلال القراءة.