الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

لا تفعلوا هذا

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: عاليه اسحاق الشيشاني - الأردن - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

عنوان المقال ربما يوحي للقارىء انني انوي التنظير من موقع العارف بالامور ، لكن الامر مختلف تماما ، انني انوي اليوم تقديم نصيحة (  مجرد نصيحه) للاباء والامهات خاصة اولئك الذين ما زالوا حديثي عهد بالامومة والابوة .
فمن خلال تجربتي كأم لابناء يافعين ، ومن خلال رصدي لتجارب الاخرين ، خرجت بنتيجة مفادها ان على الاباء والامهات عدم ارجاء تحقيق احلامهم وطموحاتهم الشخصيه الى ما بعد بلوغ الابناء مرحلة الرشد او الشباب ، بزعم ان الاطفال بحاجة ماسة لتواجد ذويهم الى جانبهم اكبر قدر من الوقت ، في الحقيقه ان نوعية الوقت الذي نقضيه مع ابنائنا هو المهم .
البعض يؤجل تحصيله الجامعي الذي لم يتح له في حينه بسبب انشغاله بامور اطفاله  ، او تتاح له فرصة السفر للسياحة والاستجمام فيرفضها معلقا  بعبارة ( لما الاولاد يكبروا ، واقدر اعتمد عليهم ) ، قد ترغب الام بشده ممارسة هواية ما او رياضه معينه ، فتتراخى عزيمتها امام مسؤولياتها تجاه اطفالها  .
الاباء والامهات يرتكبون خطئا كبيرا بتأجيل  تحقيق احلامهم وطموحاتهم الى ان يكبر ابناؤهم ، وخاصة اذا كانوا من الطبقة المتوسطة ، فمطالب الابناء  تكبر معهم وتستنزف اموال ذويهم، وفي رأيي المتواضع ان على الانسان ان ُيقدم على بعض المغامرات في وقت مبكر من عمره  ، اذا كانت تلك المغامرات مدروسه . وقبل ان يكبر اطفاله ويصبحوا قوى فاعله، تعارض وتؤيد وتبدي رأيها ،وقد ُتسقط بعض خططه وطموحاته . فاذا نوى السفر مثلا يعاجلونه بعبارة ( رجلنا على رجلكم) ، وقد يضعون رسائل تذكيريه على هواتفهم بتاريخ صرف راتب الاب او الام  لاعداد قائمة مطالبات تخصهم كدفع اقساط نادي رياضي او شراء مستلزمات خاصة بهم  ، وفي تلك المرحله قد يلهث الاباء والامهات من اجل تأمين اقساط ابنهم الجامعيه ، وقبل ان يلتقطوا انفاسهم يكون الابن التالي قد وصل الى مرحلة الثانوية العامة التي تسبب الرعب والقلق للاسرة ، فهي مرحلة تقرير مصير ، وربما تبدأ رحلة مساعدة الابن الاكبر على الزواج ، ومن ثم المساهمة في رعاية الاحفاد ، وهكذا يدخل الاباء والامهات في دوامة ينسون معها ذواتهم ورغباتهم وهواياتهم .
كل شيء ممكن التحقيق اذا تم التخطيط له جيدا ، فلا تحرموا انفسكم متعة السفر او قضاء الاجازات او استكمال الدراسة  الجامعيه ، او ممارسة الهوايات وانتم في مقتبل العمر ، فعندما نكون صغارا ربما يمكننا تسلق الحائط لبلوغ رف الحلوى ، لكن عندما نكبر نكون قد زهدنا في الحلوى .
هذا ما يحدث غالبا ، والتعميم خطأ ، ولكل اسرة ظروفها الخاصه .
بالنسبة لي ،، المغامرات هي من اجمل متع الحياة .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى