حركة العالم تتم بدقة متناهية، وبانسيابية وتسلسل ووفق نظام محكم، هذا الأمر متعارف عليه، ولا يحتاج شرحاً فكلنا يلمسه ويعيشه.
هذا على مستوى العالم والكون الفسيح الذي نعيشه، فكيف هو حالنا نحن على المستوى الشخصي، أعتقد وأحسبكم تتفقون معي فيه، أننا نحتاج للنظام بشكل أكبر، بل نحتاج للتخطيط والترتيب، وأقصد بالترتيب ترتيب الأولويات، والخطوات التالية في كل مهمة من المهمات التي تتعلق بوقتنا الحالي ومستقبلنا الآني والمستقبل البعيد. في هذا السياق توجد حكمة صينية قديمة، قد تشرح الفكرة التي أريد إيصالها، هذه الحكمة نقلها مترجم نبيل للغة العربية، لكن مع الأسف لم أجد اسمه، تقول «ازرع فكرة تحصد حركة، ازرع حركة تحصد عادة، ازرع عادة تحصد شخصية، ازرع شخصية تحصد مصيراً طيباً».
والمقصود بالزراعة هنا، العمل على أن تنتج الفكرة أولاً، بمعنى البحث عنها، فإذا تحقق لك هذا، فعندها ستجد مساحة للحركة، والقصد بالحركة ترجمة الفكرة على أرض الواقع، وإذا تحققت لك هذه الأفضلية، فأنت بصدد فائدة أخرى، وهي تحولها لعادة ذات مردود جيد، هذه العادة سرعان ما تتحول لشخصية قيادية قوية متطلعة متوثبة، بشرط أن تعمل على العادة وتطورها، أما إذا تحققت لك الشخصية المتميزة، فأنت في طريقك لتجد مصيراً مثمراً ناجحاً متميزاً.
هذه الحكمة ببساطة متناهية ترتب للإنسان الأولويات، وكأنها تقول لكل واحد منا ضع لحياتك خطوات، ضع متطلبات على شكل مشاريع محددة، وواصل السير والعمل لتحقيق كل خطوة من هذه الخطوات، وبمجرد فوزك بواحدة منها فستجد الأخرى أقل صعوبة وبتجاوزك لها، تذهب لما بعدها وهي أكثر توهجاً وثمارها يانعة، وهذا هو النجاح الذي يمكن الاعتماد عليه.
ليتنا أيضاً نغرس هذه الثقافة في النشء من أطفالنا.