قبل فترة وجيزة صدر عن منظمة المؤتمر الإسلامي، بيان إدانة ضد الانتهاك الإيراني للسفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، هذه الإدانة تعتبر الرابعة ضد إيران بعد إدانة هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، ودون شك إن إيران أوضحت للعالم بأسره من خلال ما حدث في المقار الدبلوماسية السعودية جانبين مهمين، أولهما انتهاكها للقانون الدولي بشكل واضح، والثاني تدخلها السافر في شؤون الدول الأخرى، وهما موضوعان لهما قوانين دولية تجرمهما.
فإذا علمنا أن الانتهاك للحرمة الدبلوماسية جاء احتجاجاً على إصدار القضاء السعودي لأحكام ضد متطرفين، ترى إيران أن البعض منهم لا يستحقون الإعدام، فهذا تدخل وتشكيك في نزاهة القضاء في بلد مستقل وعضو كامل العضوية في هيئة الأمم المتحدة، وفي جميع الهيئات والمنظمات الدولية الأخرى، ومن الطبيعي أن ترفض دول العالم وتنافح جميعها لمنع أي دولة من التدخل في سيادة وقوانين دولة أخرى، كما شاهدنا الموقف أمام إيران، وإلا لعدنا لعصور الظلم والهمجية وعدم النظام والحروب والقتال دون خوف من الشرعية الدولية.
الذي حدث في طهران ومشهد، ضد البعثة السعودية وهي بكامل الحصانة الدبلوماسية، والسماح للغوغاء بهذه الانتهاكات واقتحام السفارة وإضرام النار فيها، ورجال الأمن يشاهدون دون أي تحرك يعتبر جريمة جسيمة وغير مبررة، ومن الممكن أن تكون في هذا الموقف أي دولة من دول العالم الأخرى، فقط لأنها اتخذت إجراءات سيادية، لم تعجب أو لم ترض عنها إيران.
ما نتمناه أن يكون في هذا الموقف الدولي الرافض لهذه الهمجية وهذه الغوغائية من قبل الحكومة الإيرانية، درس بليغ عن العلاقات بين الدول، لأنني أجزم أن إيران تضررت كثيراً ولم تستفد من مثل هذه الجريمة، ومن الذي يتوقع الكسب من الهمجية؟