نرجس فتاة لطيفة ظريفة طاهرة عفيفة مدرسة في المرحلة الابتدائية (طلاب الصف الأول )كانت تربطها بالأطفال علاقة حميمة تشبه علاقة الأم بأولادها .تخرج كل صباح دون أن تنسى صلاة الفجر أو أذكار الصباح. تخرج إلى المدرسة فما أن تظهر على الطريق الرئيسية حتى يحيط بها أطفالها الطلبة الصغار كالمصابيح حول الثريا في منظر رائع جذاب.
لقد قامت نرجس بتربية جيلين أو ثلاثة على هذه الحال؛ وتعلم الأطفال القراءة والكتابة وسورة الإخلاص وقراءة سور وآيات القران وكيفية الوضوء والصلاة وأخلاق الإسلام على يديها.
كانت حياة نرجس مليئة بالخير والعطاء جعلتها تشعر بأن أثرها في الوجود ذو دافع قوي للاستمرار في بذل المزيد من الجهد في فعل الخير من أجل هؤلاء الصغار.
أحبتي للعلم فإن نرجس كانت قد خطبت لأحد أبناء بلدتها لشاب أسمه (نمر )الذي يحمل من الصفات الحميدة والطموح الكبير بما يسهم في أن تكمل نرجس مسيرتها ويملأ حياتها.
ثابت هو صديق خطيبها نمر المدرس للعلوم الإسلامية والسيرة النبوية الشريفة في مدرسة الذكور المجاورة لمدرستها فقد خططا معا لبناء أسرة هدفها ((أن يرضيا الله عنهما، ويفخر ويباهي النبي صلى الله عليه وسلم بهما )).وهكذا كانت الأيام تمضي والشابان يمضيا في درب طموحهما وتحقيق هدفهما.
وكل من عرف القصة غبطهما عليها وتمنى مكانهما ذكورا وإناثا.
ذات يوم وبينما ثابت هو ونمر يسيران في دروب الخير مع أحد أصدقائهما ليعطيا درساً حول /المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار والدروس والعبر المستفادة من تلك الحادثة العظيمة /فجأة أدركتهما يد غادرة ولست أدري بأية ذريعة لتفرغ رصاصات الغدر في صدريهما فيودعا هذه الحياة الدنيا التي لا يأسف عليها إلا من يخلد إلى الأرض. نعم أحبتي مات كليهما ثابت ونمر بهذه الطريقة الشنيعة ! !!!؟؟؟
تاركا نرجس تبكي بدل الدمع دما؛ لم تحزن نرجس لفراق حبيب تعاهدت معه على الزواج وبناء أسرة تقليدية فحسب بل بكت رجلا بأمة كانت سوف تبني معه أسرة فيها مقومات بناء الأمة. بكته وحزنت عليه أشد الحزن لكنها بيقين المؤمنة الصابرة أصرت على متابعة المسير حتى تحقيق الهدف. وإهداء ما تصل إليه من إنجاز لروح الخطيب الحبيب ثابت ليكونا شريكين في الخير الأخروي رغم حرمانهما إياه في دار الفناء.
وبالفعل كانت الوفية وكان الوفاء وضربت نرجس أروع الأمثلة في الوفاء والإخلاص لخطيبها لتكون نموذجا نسائيا مثاليا قل أمثاله في هذه الأيام .