رغم إيماني الشديد منذ طفولتي بضرورة تساوي الرجل والمرأة في كل الميادين، كل حسب جهده، وشعوري بأن المرأة هي هاجسي الإنساني أينما اتجهت، بالاحترام والتقدير، فإنني لا أغفل كون المرأة تتقدم على الرجل بتسارع كبير، قد يؤدي إلى انقراض الرجل لصالح بقاء المرأة وحيدة، الذي لن يكون مستساغا لها، وستقول بعكس ما قاله الفرزدق:
ندمت ندامة الكسعي لما غدت مني مطلقة نوار
وكانت جنتي فخرجت منها كآدم حين لج به الضرار
ترى هل يدرك الرجال الشهيرون، الذين هم أحد أسباب شهرة النساء اللواتي صرن متألقات، أنهم سيدفعون الثمن غاليًا وهم ينقرضون أمام ذكاء المرأة، المتقدمة بجسارة في كل الميادين، على حساب حصة الرجل؟ وإليكم التفاصيل المؤيدة لهذا التطور الانقلابي:
قرأت في دراسة علمية حديثة، نشرتها جريدة - الغد –الأردنية، أن مخ الرجل أكبر من مخ المرأة، لكنه أقل منها ذكاء، مشيرة إلى أن المرأة تستخدم عقلها بكفاءة أعلى، ولها قدرة على قراءة الأحداث والإحساس القوي بها.
وأرجعتْ معظم الأبحاث أن ميل المرأة للحيلة، يأتي بهدف الحصول على تعويض عن ضعف قوتها الجسدية، مقارنة بالرجل، فأصبحت الحيلة سلاحها في مواجهة صعوبات الحياة، والتغلب عليها في ظل عدم وجود بدائل يمكن اللجوء إليها.
وقرأت عن تاريخ جامعة ستانفورد الإنجليزية، أنه في عام 1899- 1900 دخلت المرأة الإنجليزية الجامعات لأول مرة في تاريخها، وذلك بأعداد متنامية، إذ فتحت جين ستانفورد الفرصة لتقديم منح دراسية لخمسمائة فتاة، وذلك حتى تصل نسبة الفتيات في الجامعة إلى نسبة 40%، ولكن كل هذا الدعم المجاني لم يوصل نسبتهن حتى عام 1932 لأعلى من 14% من نسبة الذكور. (ويكيبيديا).
ويشير أوراس زيباوي - باريس - في مقال نشر في مجلة الدوحة، العدد 64، إلى أنّ المصوّر الفوتوغرافي الأمريكي آرت شي قد أمضى صيفًا بأكمله مع سيمون دي بوفوار في منزل يقع بالقرب من بحيرة ميتشيجان، شيكاغو، وكان هذا المصوّر، كما هو معروف، قد قام بالتقاط الصور الشهيرة لسيمون دو بوفوار وهي عارية تماما، بعد أن أخذت حمامًا سريعًا، ووقفت أمام المرآة، ترتب شعرها، وأن الصور أثارت جدلاً واسعًا في فرنسا، بعد أن نشرتها مجلة "لونوفيل أوبزرفاتور" احتفالا بمئوية مولد الفيلسوفة.
وكانت مجلة "لونوفيل أوبزرفاتور" الأسبوعيّة الفرنسية قد نشرت هذه الصورة عام 2008 تحت عنوان "دوبوفوار الفضائحية"، وأثار نشرها وقتها ضجة كبيرة في الإعلام الفرنسي، واستنكر أنصار الفكر النسوي طريقة احتفاء المجلة باستخدام جسد زعيمتهم سيمون للاحتفاء بفكرها، لذا خرجوا بمظاهرة مطالبين بنشر صورة لمؤخرة سارتر، كما فعلوا مع مؤخرة عشيقته.
وحسب ما نشرته جريدة أخبار الأدب المصرية، في 27/1/2008 لم تغضب سيمون مما اقترفه المصور المتدرب في مجلة "لايف آش"، الذي ذكر أنها عندما تأكدت من التقاطه تلك الصورة وهي عارية، ضحكت، ولم تفعل شيئا سوى قولها له "أنت صبي حقير"، ولكنها لم تغلق الباب الذي كان مفتوحا تماما، على المصور، فأخذ لقطتين إضافيتين، أو ثلاث، بينما هي تسمع صوت الكاميرا. ترك ترك ترك.
وعندما انتهيت من قراءة الخبر قلت لنفسي "ترى هل اعتمدت شهرة جان بول سارتر على عرض مؤخرته، أم إنه كان يناطح بأفكاره الوجودية؟".
ولكن مهما كانت أهمية سيمون دي بوفوار الفكرية -التي يشهد لها ولا شك- فإن شهرتها العالمية لم تكن لتتوهج بهذا القدر، دون تعلقها بـ"الرجل" جان بول سارتر، وثانيا، بسبب شهرة جسدها العاري الجميل.
وبينما كانت شهرة الفنانة المتألقة مارلين مونرو مرتبطة بما قيل عن علاقتها بالرئيس الأمريكي جون فيتزجيرالد كينيدي آنذاك، لكن رسالة كتبتها عام 1960، أي قبل وفاتها بعامين، تبين مقدار الضعف الإنساني الذي كانت تشعر به، فقد جاء في الرسالة: "لدي إحساس عميق بأنني لست حقيقة تمامًا، بل إنني زيف مفتعل ومصنوع بمهارة".
فبالرغم من ضعف المرأة في تلك الأيام، وعدم قدرتها على الوقوف وحيدة في وجه أعاصير التألق، فإن السيدة هيلاري كلينتون القوية هذه الأيام، التي اشتهرت على حساب الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون تنافس اليوم على منصب رئيسة الجمهورية، واحتمال فوزها هو الأقوى بين كل المرشحين الرجال، وتذكروا هذا المقال يوم فوزها.