أكدت مديرة برنامج تكامل (النوع الاجتماعي)، التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، نرمين مراد أن الأردن يواجه تحديا بتعميمه مفهوم النوع الاجتماعي في القضايا المتعلقة بالتغير المناخي.
جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الأول حول النوع الاجتماعي وتغير المناخ أمس، والممول من الوكالة الأميركية بالتعاون مع جامعة ولاية أريزونا ووزارة البيئة.
وبينت مراد أن معالجة ذلك تتم عبر منح المرأة دورا في الفرص غير المستغلة بالقطاعات المتأثرة والمؤثرة على حد سواء، كالمياه والطاقة والإنتاج الزراعي.
ولفتت إلى أن "الاقتصاد الأخضر، سيفتح ميزة تنافسية جديدة للأردن ورأس المال البشري، ويمثل إمكانات هائلة لكل من النساء والرجال على الابتكار في مجتمعاتهم، والاستفادة من الفرص الاقتصادية الجديدة ضمن القطاعات ذات الصلة".
وشددت في المؤتمر، الذي يستمر لثلاثة أيام، على أن هنالك مسؤولية على الجميع لدعم وتغذية النوع الاجتماعي، مبينة أن المؤتمر سيناقش قضايا محلية لتحقيق المساواة الفعلية بين الجنسين عبر سياسات وخطط تغير المناخ، وذلك في ضوء الممارسات والامثلة الاقليمية والعالمية، والتي جلبها الى طاولة المفاوضات فريق جامعة اريزونا.
وبينت مراد أن النوع الاجتماعي، يتمحور حول علاقات القوة والصفات الاجتماعية للرجال والنساء، في نطاق فهم عدم المساواة.
وفي هذا الشأن، قامت "الحكومة بتحليل تأثير التغير المناخي على النوع الاجتماعي، الذي اظهر أن النساء يلعبن دورا نشطا بناء على معرفتهم الأصلية من التكيف والتخفيف للتحديات المناخ"، وفق وزير البيئة طاهر الشخشير.
وبينت الشخشير أن الاردن بالعام 2010 أصبح من اوائل الدول العربية المعالجة للروابط في النوع الاجتماعي، وتغير المناخ عبر إنشاء برنامج لإدماج النوع الاجتماعي في جهود التغيير المناخي بالمملكة.
ويعتبر الاردن أحد أكثر دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نشاطا فيما يتعلق بالوفاء بالتزاماته البيئية العالمية، على الرغم من الضغط المتزايد على موارده الطبيعية الهشة، وفق المشاركين بالمؤتمر.
واكد المشاركون أنه وضمن المجتمعات الأردنية، فإن النساء أصبحن قياديات وصانعات تغيير، وقد يستفدن من تكامل أقوى بين المنظور العام للنوع الاجتماعي ومبادئ التنمية المستدامة.
بدوره، قال نائب مدير بعثة الوكالة لويس تاتم إن "المؤتمر يسعى لتطوير خطة عمل لمأسسة الجهود من أجل زيادة المساواة بين الجنسين في العمل المتعلق بالمناخ في الأردن".
على أن المدير التنفيذي لمعهد جولي آن ريغلي للاستدامة بجامعة أريزونا الدكتور غاري ديركس أعرب عن "أمله في ان تحقق اجتماعات المؤتمر حلولا مبتكرة وذات أثر ملموس للتحديات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة، وفيما يتعلق بآثار تغير المناخ على النوع الاجتماعي على وجه التحديد".
وبحسب ما يرى المشاركون في المؤتمر، فإن العلماء والمهندسون يتخلّفون في فهم ومعالجة الآثار المتعلقة بالنوع الاجتماعي، وعلى نحو مماثل، فإن مؤيدي منظور النوع الاجتماعي لا يرون الإمكانات القائمة في البيئة وتغير المناخ، ولذلك فإن جميع الفئات معا تساعد على تمثيل أصحاب المصلحة وتساعد على خلق حوار أكثر شمولية.
وأكد ممثل جامعة أريزونا الدكتور رجيش بوش أن جودة البيئة الداخلية في ضبط المهنية، تؤثر في الرجال والنساء، وتسهم بمستويات متفاوتة من الانتاجية، اعتمادا على الراحة الحرارية.
ويسلط المؤتمر الضوء على التداخل بين تغير المناخ والنوع الاجتماعي، في ظل توجه الأردن نحو تسريع مبادرات التنمية الخضراء، استجابة لمؤتمر الأطراف السنوي الواحد والعشرين (COP 21)، والذي عقد في باريس خلال كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
ويطمح مشروع تكامل – النوع الاجتماعي لتسهيل تطوير ورقة سياسات وخطة عمل لتعزيز القدرات الوطنية، وإدماج منظور النوع الاجتماعي ضمن السياسات وخطط العمل المتعلقة بتغير المناخ، والتركيز على السياسة الوطنية لتغير المناخ، وخرائط الطرق المتعلقة باستراتيجية الاقتصاد الأخضر والقطاعات، والخطة الرئيسة للطاقة، وخطة العمل الوطنية لكفاءة الطاقة وغيرها.