للمرة الأولى تدخل المرأة السورية مجال النقل العام بعد إبداء مجموعة من النساء السوريات رغبتهن في العمل في قيادة وسائل النقل العامة. هذا ما أكده معاون وزير النقل عمار كمال الدين وقال: المرأة السورية كعادتها نبع من العطاء والابتكار وهذا ما ثبت ويثبت في كل يوم من خلال ما نراه ونشاهده ونسمعه عن المرأة السورية وقدرتها الدائمة والمتجددة على التحدي والصمود والعطاء، فمن أنجبت الأبطال والشجعان ومن تحدت الظروف ووقفت مع الرجل في جميع مجالات العمل حتى في ميادين القتال والدفاع عن الوطن لن يصعب عليها أي أمر آخر ولن تتوانى أو تتورع عن الخوض في مجالات لم نعهد وجود العنصر النسائي فيها، إلا أن نساء سورية يفعلنها ويبدعن في أعمال ومهن كانت حكراً على الرجال.
واليوم وفي بادرة جديدة دخلت المرأة السورية مجال النقل العام من خلال ما أبدته فئة من الفتيات اللواتي يعملن في مجال التربية(رياض الأطفال) كمرافقات للطلاب والرغبة في تعلم قيادة المركبات المخصصة لنقل طلاب المدارس والتسجيل في مدارس قيادة المركبات لنيل شهادة قيادة سيارة من الفئة العامة ليتمكّن من ممارسة عملهن ضمن إطار قانوني.
وبيّن معاون الوزير أهمية هذه الخطوة باعتبارها رسالة واضحة عن صمود الشعب السوري وإصراره على العيش ضمن أصعب الظروف وسعيه الدائم لابتكار أفكار وحلول مفيدة على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يمر بها القطر، مشيراً إلى اهتمام الوزارة بهذه الخطوة كونها بادرة جديدة تعبر عن وعي يعمل بذهنية صحيحة راقية من أجل استمرارية الحياة من خلال مشاركة الفتيات في دورة تدريبية لدى إحدى مدارس تعليم قيادة المركبات ضمن البرنامج التدريبي الخاص بمهنة قيادة باصات المدارس، إضافة إلى البرنامج المعتاد لتعليم قيادة المركبات من فئة الميكروباصات الكبيرة.
وقال معاون الوزير: إن المتدربات العشر أنجزن هذه الدورة بنجاح نتيجةً للرغبة الحقيقية في التعلم، وأبدين تفوقاً في فحوص السلامة المرورية والمواد النظرية التي خضعن لها وخاصة أنه تم تدريبهن على برنامج عمل خاص بنقل طلاب المدارس ابتداءً من قواعد المرور والتصرفات والإجراءات الخاصة في هذه المهنة من حيث نقل الطلاب ومرافقتهم وحسن التصرف حيال جميع الأمور المتعلقة بهذا العمل وانتهاء باختبارات القيادة على باصات وميكروباصات معدة للنقل العام، وقد تمكنّ من اجتياز الامتحان وتم منحهن وثيقة حسن قيادة للفئة العامة انطلاقاً نحو الجاهزية للعمل في مجال النقل العام كمبادرةٍ جديدة نتوقع أن تلقى نجاحاً ورواجاً لكون المرأة هي الشريك الحقيقي للرجل في بناء الوطن ورفعته.
يشار إلى أن قيمة العائدات المالية للعام الفائت لقاء شهادات السياقة الممنوحة بلغت 106 ملايين ليرة سورية ومجموع شهادات السياقة للفئتين الخاصة والعامة (94) ألف شهادة، والمرأة السورية خاضت هذه التجربة في مجال النقل العام سابقاً فكانت سيدة تعمل في دمشق منذ ما يقارب الـ10 سنوات على ميكرو باص يعمل على خط الدوار الشمالي في دمشق إضافة إلى عمل عدد من النساء في المحافظات في نقل الخضروات وغيرها بسيارات البيك آب من الريف إلى المدن القريبة لتسويق المحاصيل، واليوم تعد التجربة جديرة بالاهتمام لكون من يرغبن في مجال النقل العام بدأ بالتزايد وبدأت هذه الثقافة بالظهور وهذا بالفعل ما يميز المجتمع السوري لكونه قابلاً للتأقلم وتقبل كل ما هو جديد ومفيد.