يَلتبَس دور الكَاتِب عَلى بَعض القُرّاء، فهُم -أحيَانًا- يُمطرونني يَوميًّا بوَابلٍ مِن الرَّسَائِل؛ عَبر البَريد الإلكتروني، مُعتقدين أنَّ كَاتِبًا –مِثلي- بيَده تَغيير كُلّ شَيء، وكَأنَّ قَلمه خَاتم سُليمان، أو عَصَا مُوسَى..!
ونَظرًا لأنَّ الكَاتِب -أي كَاتِب- لا يَستطيع الانفصَال عَن وَاقعه، أُحَاول -أحيَانًا- أنْ أُعطي مسَاحة لِمَا يُعبِّر عَنه بَعض القُرّاء، الذين يُحاولون طَرح فِكرة مُنظّمة، جَديرة بالنِّقَاش والحوَار..!
ومِن أبرَز الرَّسَائِل التي وَصلتني -مُؤخّراً- رِسَالة مِن قَارئة رَمزت إلَى نَفسها باسم "سمرة"، اعتَرَفَت في ثَنَايا رِسَالتها، أنَّ ذَلك لَيس اسمها الحَقيقي، وإنَّما المُهمّ لَديها الفِكْرَة، ولَيس الاسم الحَقيقي لصَاحبتها..!
أمَّا الفِكْرَة -التي طَرحتها القَارئة الكَريمة- فهي أنَّ مِن حَقّها قيَادة السيّارة، حَيثُ أظهَرَت سُخرية لَاذِعَة مِن الأعذَار؛ التي يَسوقها مُعارضو فِكرة "قيَادة المَرأة للسيّارة"، فهي تَرَى أنَّ المَرأة التي تَستطيع التَّعامُل مَع: نَار الشوّايَات ولَهيب الأفرَان في المَطابخ، لا تُخيفها حَرَارة "رديتر" السيّارة، فكَم مِن الرِّجَال -كَما تَزعُم الأُخت "سمرة"- يَفرّون عشرَات الأمتَار؛ حِين يَشعرون بأدنَى تَنسيم في "الرديتر"..!
وتُضيف هَذه القَارئة الظَّريفة، أنَّ التَّعامُل مَع السَّكَاكين والسَّواطير، والزُّجَاج المُهشّم في المَطبخ، أخطَر كَثيرًا مِن التَّعامُل مَع سيّارة مُكيّفة، فِيها كُلّ أسبَاب الرَّاحَة..!
أكثَر مِن ذَلك، تَزعُم الأُخت "سمرة"، أنَّ قوّة المَرأة وتَحمّلها؛ لا يَقتصر عَلى المَطبخ فَقط، ولا يَقف عِند التَّعامُل مَع آلَات ضَخمة، مِثل الغسّالَات والتّلفزيونَات فَقط، بَل إنَّ بَعض النِّسَاء "العِصَاميّات" -كَما تَقول أُختنا "سمرة"- اكتَسبن خِبرَة في إصلَاح مُعظم الأعطَال الكَهربَائيّة، التي تُصيب الأجهزَة المَنزليّة، لدَرجة أنَّ بَعض أزوَاجهنّ يُوقظهنّ -أحيَانًا- في مُنتصف اللَّيل إذَا "علّق الرّسيفر"..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ الأُخت "سمرة" تَمنّت -في نهَاية رِسَالتها- أنْ تَتمكّن -في يَومٍ مِن الأيَّام- مِن صُنع مَكنسة كَهربَائيّة عِملَاقَة، قَادرة عَلى شَفط أي فَرد يُعارض السَّمَاح لَها -ومَثيلاتها مِن النِّسَاء- بقيَادة السيّارة؛ مَع كُلّ شَهَادَاتهم، وتَحضُّرهم، وفحُولتهم..!!!