تغمده الله بواسع رحمته ، وغفر له ، سمعت بخبر موته من احد الاصدقاء الذين جمعتنا به احوال الدنيا كان (مازن) ينحدر من عائلة متواضعة ، عانى من منغصات عديدة في طفولته ،وليس اقساها الفقر المدقع ، عاش عمره وهو يحاول مجاراة الاغنياء ومنافستهم ، في رحلة بحثه عن التميز والانفراد ومحاولة نيل احترام المجتمع اختار بوابة الثقافه فأقبل على القراءة بنهم شديد، وكانت له محاولات عديده في نظم الشعر ، منذ سنوات بعيدة كنت اراقب سلوكه وهو يتبجح بسهراته وبتعاطيه للخمر ، كان يحظى بالقليل من فرص السهر في اماكن راقية بصحبة بعض اصدقائه الاثرياء ،لم يكن يملك المال لينفق على فتيات الليل فاستعاض عن ذلك بانشاء قصص الحب مع فتيات وسيدات من محيطه ، كان يحرص على ان يحيط نفسه بقصة حب اينما حل وارتحل، في مكان عمله ومحيطه المحلي، وفي سفراته الخارجيه ، هاجسه دوما الظهور بمظهر الفارس الشهم المحبوب والمرغوب صاحب الكاريزما التي لا تقاوم .
في احدى المرات تجرأت وسألته عن قصة رواها لي الاصدقاء عن تدينه لسنوات عديده، بعد ان كان يعاقر الخمر ويعيش بلا التزام ديني ، فأجاب ( وعيت على الدنيا بدون ان تكون للدين مساحة تذكر في حياتي ، اتعاطى الخمر واقيم علاقات غراميه، مع انني كما تعلمين متزوج ولدي ابناء ، وفي يوم من الايام حصل التحول الكبير ، كنت اقود سيارتي عائدا الى منزلي بعد ان قضيت سهرة مع اصدقائي، واسرفت في الشرب ، وفجأة احسست بألم فظيع في معدتي ،ففتحت باب السياره ،وافرغت ما فيها ، ولكن حالتي لم تتحسن كنت اشعر انها نفسها معدتي سوف تنزلق من حلقي وتسقط على الارض ، كنت اختنق، فدعوت الله مخلصا ان ينجيني مما انا فيه ووعدته بالتوبة والاقلاع عن حياة المجون والسهر ، واستجاب الله لدعائي وبقيت بعدها لسنوات عدة في حالة التزام ديني ،اتابع قراءة القران والسنه والتاريخ الاسلامي ، والآن عدت الى ما كنت عليه قبل هذه الحادثه ، سالته : وما الذي دفعك للعودة الى نمط حياتك السابقه ؟ هز كتفيه وتصنع الحكمة وقال : لم اعد اؤمن بجدوى أي شيء ، داخلني الشك في صحة ما انا سائر فيه ، الم تقرئي شيئا من تاريخ المسلمين والمذابح والمظالم التي ارتكبوها كيف اقتدي بهم وهم فعلوا ما فعلوا باحفاد النبي محمد (ص) ، هل سمعت بوقعة الحره واستباحة المدينه المنوره لثلاثة ايام من قبل جند يزيد ، ببساطه الكل باطل باطل باطل .
كم كنت اتمنى يومها لو قال لي بصدق لقد عدت لحياة المجون لاني احب ذلك ، لاني انسان خلقت من ضعف ، عدت لان النساء هن نقطة ضعفي ، لان حب الحياة والرغبة في ملذاتها يغليان في داخلي ، ليته لم يعلق اخطائه على شماعة التاريخ الاسلامي وكأن ذلك التاريخ بشخوصه هم حجة على الاسلام !!!!.
-- تنتمي( نهاد) السيدة الفاضلة المتعلمه الى اسرة راقية ، تزوجت واصبحت اما لعدة اولاد ، وارادت يوما ما ارتداء الحجاب التزاما باوامر الله عز وجل ، لكن الصدمة حدثت عندما اصبح زوجها يخجل من الخروج بصحبتها الى اماكن السهر او الزيارات العائليه واصبح يعاملها بازدراء ويخرج للسهر وحده في النوادي والمسارح، فكرت نهاد ان زواجها سينهار اذا استمرت في ارتداء الحجاب ،والقت باللائمة على تربية زوجها الخالية من مظاهر الالتزام الديني ،واصبح يراودها هاجس بان تدخل حياته امراة اخرى تنتزعه من بين اولاده وعائلته اذا استمر بالسهر لوحده في اماكن اللهو فقررت نزع الحجاب ومرافقته الى حيث تدار كؤوس الخمر وتصدح الموسيقى الصاخبه ، تراقبه ، تسايره ، فالحجاب كاد ان يدمر عشها الصغير .
اذكر ايضا (اروى )التي تعدت الاربعين وهي تتمنى ارتداء الحجاب وكلما فاتحها احد بهذا الموضوع ترد انها غير مقتنعه بارتداء الحجاب بعد ان رأت سلوكيات معيبه لنساء محجبات وتستشهد دائما بقصة ترويها باستمرار عن رؤيتها لفتاة محجبه كانت مع شاب في وضع مخل بالاداب في حديقة عامه ، يعني اصبحت غلطة محجبة واحده شماعة لتبريرها لعدم ارتداءها الحجاب . ليتها قالت الحقيقه ، ليتها قالت انا لم ارتدي الحجاب لانني اعتقد انني لست جميلة به ، انا لا ارتدي الحجاب لانه لا يتناسق مع خطوط الموضه التي اهوى ملاحقتها بكل تفاصيلها وليتها وليتها ولكن ؟؟ .
-- هل تعلمون ما هي اكبر شماعة اخطاء في تاريخنا الاسلامي ؟ انه (عبد الله بن سبأ) ؟؟
والبقية تأتي ،،،