حالة من «الهوس» انتابت بعض الشخصيات المسئولة في الدولة بخصوص شكل ملابس المرأة في مجال عملها، فمنهم من يرى ضرورة احتشام المرأة في مجال عملها، ومنهم من يريدها أكثر تحررا، كل بحسب الأيديولوجية الخاصة به.
وكانت الحلقة الأولى مع الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، الأكثر تحررا في رؤيته لملابس النساء، والذي طل علينا في مناسبتين ليتحدث عن زي السيدات من أعضاء هيئة التدريس، الأولى عندما أصدر قرارا بحظر ارتداء النقاب على عضوات التدريس داخل الكلية، اللاتي يقمن بتدريس المواد التعليمية التي تحتاج للتواصل المباشر بين المدرس والطالب.
والمناسبة الأخرى كانت منذ أيام، حيث أصدر قرارًا بحظر ارتداء النقاب على الممرضات وأعضاء هيئة التدريس بكلية الطب والمستشفيات الجامعية التابعة للجامعة، ليثير ضده معارك عنيفة من أطراف سلفية ودينية متشددة بخلاف أعضاء هيئة التدريس المنتقبات.
أما على النقيض، فظهر سامح عاشور، نقيب المحاميين، محافظا يريد أن تلتزم المرأة بالاحتشام والوقار في زيها خاصة في عمل المحاماة بخلاف نظيره، رئيس جامعة القاهرة.
وأعلن "عاشور" رؤيته خلال كلمة لشباب المحاميين في احتفالية حلف اليمين للأعضاء الجدد بالنقابة العامة، حيث وجه كلمته إلى المحاميات، قائلا :«يجب على شباب وشابات المحامين ضرورة الظهور بمظهر حسن، ولكن يجب عليكن ألا ترتدين زي ضيق أو قصير فهذا لا يجوز.
والملاحظ في كلتا الحالتين، أن النساء من ممارسات تلك المهن لم تعجبهن تصريحات «نصار» أو «عاشور»، حيث اعتبرن أن مثل هذه التدخلات في أمور تتعلق بالحرية الشخصية انتهاكا صارخا لحقوقهم في حرية ارتداء ما يفضلن.