تجدد الجدل في السعودية حول ممارسة الفتيات للرياضة في المدارس، وإدراج التربية الرياضية بصورة رسمية ضمن الحصص المدرسية، والتوسع في فتح نوادٍ رياضية خاصة بالنساء، حيث ترى هيئة كبار العلماء، أن الأمر يتبعه اختلاط غير مرغوب فيه بالمجتمع السعودي فيما يطالب البعض بنشر الفكرة وتقنينها ووضع ضوابط لها.
نادٍ متكامل في جامعة الأميرة نورة كان قد تم افتتاحه للبنات أثار ردود أفعال واسعة بين مؤيد ومعارض، فهناك من يرى أن هذه الخطوة تصب في مصلحة الفتيات من الناحية الصحية والذهنية والتحصيل العلمي، بينما الفئة الأخرى عارضت هذه الخطوة وشددت بالتحذير من التهاون والانجراف وراء مثل هذه الأندية.
يذكر أن هناك عدداً من السيدات السعوديات الرياضيات حققن شهرة في مجالاتهن ومنهن الفارسة السعودية العنود الفيصل؛ وعلياء الحويطي، وهديل السعود أول مدربة زومبا؛ ومضاوي الحصين مدربة الكاراتيه والحاصلة على الحزام الأسود.
رفض وتأييد
بعض المؤسسات الدينية ترفض الفكرة، كان آخرها موقف المؤسسة الدينية الرسمية بالمملكة (هيئة كبار العلماء)، حيث عبر الشيخ صالح الفوزان في أكثر من حديث له عن الرياضة النسائية قائلا: إنها لا تجوز وتفتح باب الفتنة؛ وعلى المرأة عدم الذهاب إلى تلك الأماكن فيذهب حيائها، ودعا من ترغب بممارسة الرياضة للقيام بها في منزلها.
إلا أن هناك من أيد تلك الخطوة مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة عدم الاختلاط؛ مطالباً أن يكون هناك نوادٍ ومدارس خاصة للفتيات يمارسن فيها الرياضة.
الدكتورة أمة الله باحذق مدربة معتمدة لرياضة تاي تشي، وأول سعودية تحصل على ماستر في رياضة التاي تشي تقول لـ"هافينغتون بوست عربي": "إدراج الرياضة في مدارس البنات خطوة جيدة؛ حتى تتعود منذ صغرها على ممارسة الرياضة؛ للأسف فإنني أدرب عدداً من طالبات الصف الرابع والسادس الابتدائي وألاحظ الكسل فيهن لعدم ممارستهن الرياضة.
وتضيف لـ"هافينغتون بوست عربي": "بالنسبة للقرار يجب أن يكون مدروساً قبل أن يتم إدراج الرياضة في المدارس لا بد أن يكون هناك نظام ومدرسات خاضاعات لدراسات أكاديمية؛ لتدريس الطالبات الرياضة فليس كل شخص خضع لدورة زومبا أو رياضة معينة يكون صالح للتدريس؛ وإلا سنكون مضطرين لاستقدام مدرسات من الخارج يكن مؤهلات أكاديميًّا. كوننا نفتقد في جامعاتنا تخصص الرياضة النسائية ولا يوجد لدينا خريجات مؤهلات".
أسباب عدم ممارسة الرياضة
المرأة السعودية لا تمارس الرياضة لعدة أسباب أولها قلة المواصلات؛عدم توفر الأندية النسائية الكافية؛ وتضيف أمة الله باحذق "في جدة على سبيل المثال عدد الأندية جدا محدود؛ إلى جانب عدم تواجد أندية بالمستوى المطلوب، وقلة المدربات المتخصصات؛ فتضيع السيدة وقتها بالنادي دون أن تعرف ما هي الخطوات والرياضة المناسبة لها".
وبينت "باحاذق" كما أنه عند فتح ناد رياضي يجب أن يكون تحت إدراة مستشفى أو مركز علاج طبيعي وبالتالي لا أستطيع فتح ناد رياضي إلا أن يكون تابع لوزارة الصحة هذا شيء مهم لكن للآن لا يوجد ترخيص رياضي إنما ترخيص علاج طبيعي، وبالمقابل فالنوادي الرياضية منتشرة للرجال في كل مكان؛ وأسعارها أقل بكثير من أسعار النوادي النسائية.
وتؤكد ارتباط السمنة بعدم ممارسة الرياضة، حيث لا يوجد أي حرق للسعرات الحرارية التي يخزنها الجسم؛ بالإضافة لنوعية الغذاء المتبع في دول الخليج حيث انتشار الوجبات السريعة والزيوت المهدرجة وكلها أمور تساعد على السمنة.
نوادٍ نسائية
السيد محمود الأحمد يرى أن افتتاح نواد نسائية خاصة للمرأة شيء جميل؛ وإمكانية إدراج الرياضة في مدارس البنات خطوة مهمة ويجب أن تكون مدروسة؛ ويعتبر أن الرياضة ليست حكراً على الرجل؛ طالما أنها لاتخدش الحياء ولا تتعارض مع تعاليم ديننا وعاداتنا.
مضيفاً أن وجود نواد نسائية منعزلة يعطي للسيدة الحرية بمنارسة هوايتها بالرياضة؛ وتستفيد صحيًّا ونفسيًّا وذهنيًّا.
من جهة قالت "أمل" المدربة الرياضية في أحد المراكز التابعة للمستشفيات الخاصة: إن إقبال السعوديات على مُمارسة الرياضة ازداد مؤخراً بنسبة 40%؛ وأغلبهن يتجهن لرياضة الزومبا والمشي؛ للتخفيف من وزنهن.
مبينة أن الفئة العمرية الأكثر إقبالاً على مُمارسة الرياضة هي من عمر 20 إلى 40 سنة؛ وأن هناك وعياً كبيراً لأهمية ممارسة الرياضة صحيًّا ونفسيًّا.