الأفكار هي سر التقدم وما من مشروع عظيم، أو اختراع ملهم ومفيد، أو ابتكار غيّر حياة الناس، إلا بدأ من فكرة متواضعة سبحت في عقل مقتنص ماهر تمكن بذكاء من إخراجها والعمل على صقلها حتى تحولت إلى جوهرة ماسية براقة.
مشكلة الأفكار الجديدة في معظم المجتمعات البشرية أنها لا تلقى الترحيب وتجد الأبواب مغلقة في وجهها، وفي اللحظة نفسها تملك الأفكار روحاً أبية وحساسة، فسرعان ما تطير وتغادرك لتبحث عمن يقدرها ويمنحها الاهتمام والاحترام والرعاية.
نتيجة لهذه الممارسة القمعية للأفكار، تعودت الكثير على العقول على التكرار وعدم الرغبة في التطوير والتحديث.
لذا تجد البعض يملك الإمكانات اللازمة للإبداع والتميز، ولكنه عاجز تماماً عن توظيفها ووضعها في المكان الصحيح نتيجة لهذه السلبية تجاه كل فكرة حديثة يتم طرحها عليه، فهو يخاف التجربة ويخاف التطوير، ومرد كل هذا الخوف هو الفشل، فهو يعتبر أنه طالما نجح في إنجاز حفل أو مشروع قبل نحو عشرة أعوام فلا بأس من تكرار الإنجاز نفسه في كل عام، دون أي تطوير، لأنه يعتقد أن أي محاولة للتطوير قد تعيق وتسبب عودة للوراء.
تبعاً لهذه الحالة، يكون باقي فريق العمل معه قد تعود على هذه الاستهانة والروتينية القاتلة فلا حماس لديهم للابتكار ولا لإنتاج الأفكار.
المعضلة الأهم في هذا السياق أنه لو قُدر أن يكون واحد من بينهم منتج للأفكار ومحب للتطوير، لوجدته في معاناة يومية، إذ لا يقابل إلا بالتهكم والاستهزاء من رفاقه، وسماع كلمات كلها تثبيط من عزيمته وتقليل من أفكاره وسعيه ومحاولة التميز.
وكما قالت المؤلفة والكاتبة بيرل بوك، الحائزة جائزة نوبل: «بإمكانك أن تعرف كم عمرك من خلال حجم الألم الذي تشعر به في مواجهة فكرة جديدة».