تابعت بمزيد من الاستغراب الأقلام والألسن الملونة التي تناولت مايا مرسي، وما أثار دهشتي أن من حاول اغتيال هذه الشخصية المتميزة أقلام وألسن من بلدها بالكاد يعرفونها، وبالرغم من انني لست مصرية، إلا انني وجدت أنه لابد من تقديم شهادة من امرأة عربية عاصرت مسيرتها المهنية والشخصية طيلة أكثر من عشرين عاما، ولن انسي أول يوم قابلتها لشغل منصب مديرة لأحد مكاتب الأمم المتحدة في مصر بأنني اخترتها بين العديد من المتقدمات بالرغم من صغر سنها، لأنها كانت تتمتع بجميع المواصفات والمؤهلات التي كنا نسعي لها، إضافة إلي تمتعها بالخلق الرفيع وقوة الشخصية وحماس الشباب، وخلال أشهر قليلة استطاعت مايا أن تحصد تقدير واحترام كل من عمل معها من زملاء وشركاء علي المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، سمعتها الشخصية والمهنية أسهمت في تعيينها من إحدي منظمات الأمم المتحدة بمنصب إقليمي في بلدها عملت من خلاله علي تقديم خبرتها ليس فقط، علي المستوي الوطني وإنما الإقليمي والدولي. sهذه الشابة المثابرة المتواضعة بقوة الخلق لايسع من يلتقي بها إلا احترامها، فهي لم تتوان يوما عن تقديم خبراتها المهنية والشخصية إلي كل من عمل أو لم يعمل معها، وثابرت خلال مسيرتها المهنية للحصول علي درجة الدكتوراة بتفوق حتي إنه تم نشر رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها من إحدي المؤسسات العربية، إضافة إلي نشرها العديد من الأبحاث والدراسات باللغتين العربية والإنجليزية.
لن أخوض في السيرة المهنية للدكتورة مايا لأنها أصبحت معروفة للقاصي والداني، لأنني علي يقين بأن عملها بالأمم المتحدة اكسبها خبرة إقليمية ودولية في مجال تعزيز وتمكين النساء ستوظفها لخدمة بلدها ونساء بلدها، وأنها ستكون خير سفيرة لبلدها علي جميع المستويات.
انطلقي يا مايا أيتها المرأة المصرية العربية الحرة، كما عملت في جميع المناصب والملفات التي نجحت فيها، وأنا علي يقين بأنك ستتمكنين من نقل المجلس القومي للمرأة نقلة نوعية، سأتابع جهودك بمزيد من التقدير والاعجاب كما تابعتك دائما، وأتمني علي كل من حمل انتقادا لك أن يقدم بدلا منه مبادرة أو اقتراحا يسهم فيه بتعزيز دور المرأة المصرية، المسئولية كبيرة وأنت أهلا لها، وفقك الله وسدد خطاك.
مساعد الأمين العام للجامعة العربية