عقدت لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة (سيداو) جلسة خاصة عن الكوارث وتغير المناخ، لتسليط الضوء على ما تتعرض له النساء والفتيات من وطأة تغير المناخ والمخاطر المصاحبة له مثل العواصف والفيضانات.
جاءت الجلسة على هامش افتتاح الدورة الحادية والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، حيث أكدت اللجنة على أن تمكين المرأة يعد عنصرا حاسما في بناء القدرة على مواجهة الكوارث، وأن المرأة يجب أن تكون في صميم أعمال الحد من مخاطر الكوارث. وفي هذا السياق، ذكرت نهلة حيدر رئيسة لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة، أن الكوارث تؤثر على الرجال والنساء بشكل مختلف لمجموعة من الأسباب. فعلى سبيل المثال، انعدام المساواة بين الجنسين يمكن أن يحد من نفوذ وسيطرة النساء والفتيات على القرارات التي تنظم حياتهن، وبالتالي يهمش دورهن في التخطيط لكيفية كبح مخاطر الكوارث. كما حذرت حيدر من أن هذه العيوب تتفاقم عند النظر للنساء كضحايا، في الوقت الذي يجب أن يعترف بدورهن الفعال. ومن جانبها، قالت إيلينا مانينكوفا مساعدة الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن تسونامي المحيط الهندي عام 2004 تسبب في وفاة نساء أكثر بكثير من الرجال، نظرا لمعرفتهن الأقل بالسباحة كما أن الملابس الطويلة قد أعاقت حركتهن. وأضافت مانينكوفا أنه في بنغلاديش عندما ضرب إعصار غوركي عام 1991، فإنه من أصل ال140 ألف شخص الذين لقوا حتفهم في الفيضانات، فاق عدد النساء الرجال بنسبة 14 إلى واحد، وأن ذلك يرجع إلى عدم كفاية فرص الحصول على المعلومات والإنذارات المبكرة. أما مدير مكتب الأمم المتحدة للحد من الكوارث، روبرت غلاسر فتحدث عن مخطط سينداي وكيف أنه يضع أهمية كبيرة على حقوق الإنسان والتكيف مع تغير المناخ، وأيضا يضع قضية المساواة بين الجنسين بشكل مباشر في دائرة الضوء. وقد اعتمد مخطط سينداي للحد من مخاطر الكوارث في مارس الماضي. وهو مخطط دولي على مدى 15 عاما، يهدف إلى إنقاذ الأرواح والحد من الأثر الاقتصادي للمخاطر الطبيعية أو تلك التي من صنع الإنسان. ووفقا للجنة القضاء على التمييز ضد المرأة، فإنه بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية، والمعتقدات الثقافية والممارسات التقليدية، فإن النساء والفتيات أكثر عرضة للتأثر إذا وقع الخطر، ويواجهن زيادة في فقدان وسائل العيش، والعنف القائم على نوع الجنس، وحتى فقدان الحياة أثناء الكوارث وبعدها.