تعود للواجهة من جديد قضية جدلية بدأت بوادرها مع انتشار شبكة الإنترنت، وظهور الكتب الإلكترونية، وغيرها من الوسائل الحديثة في النشر مثل المواقع المتخصصة أو حتى المواقع الشخصية. هذه القضية تدور رحاها حول الكتب الورقية، وهل ستنقرض أم أنها ستستمر؟
المتحمسون والمؤكدون على بقاء الطباعة الورقية سواء للصحف أو للكتب وغيرها، أو وجود الورق نفسه للكتابة وإتمام معاملاتنا اليومية، يرفضون مبدأ طرح الموضوع من أساسه، بحكم أننا نجادل في حقائق بديهية قائمة لا يمكن الاستغناء عنها، ودوماً نسمع تخيل العالم دون ورق، فكيف سيكون الحال؟ بطبيعة الحال البعض قد يقول إن وجود الورق في بعض الاستخدامات شيء، وتحول المطبوعات على مختلف أنواعها للعمل الإلكتروني شيء آخر مختلف. لكن يجب ألا ننسى أن الصحافة الورقية شهدت نمواً وتطوراً على الأقل في منطقة الشرق الأوسط، ليس هذا وحسب بل إننا نشاهد تدشين صحف جديدة يومياً في بلاد عدة من العالم.
في اللحظة نفسها يظهر المنادون أو المتحمسون لتوديع حقبة الطباعة الورقية، حيث ينظرون لمثل هذا الحوار، وكأنه جدل تحاول خلاله إقناع شخص بأن الشمس ستشرق غداً، وهو يرفض التصديق، ونحن نقول إن صناعة الورق ستنهار، وستتحول جميع الصحف والكتب للنشر الإلكتروني، وهناك من يرفض التصديق، رغم أن الواقع والتطورات والتقنيات جميعها تقود البشرية نحو هذا المضمار، وأن النتيجة واضحة.
هذا الفريق يسوق أمامك جملة من الصحف الكبرى في العالم التي اختارت وقف مطبوعاتها الورقية والتحول إلى النشر الإلكتروني.
شخصياً، في نهاية المطاف لا تساورني الشكوك أو الظنون بأن صناعة الورق نفسها، ستعاني من مثل هذه التغييرات والتحولات، وبالنسبة لي السؤال ينحصر في: متى؟ وليس هل هذا سيحدث، أم لا؟