لمن منا لا يعرفها ، إنها الصديقة بنت الصديق الحصان الرزان صاحبة الحظ الموفور من قرب سيد الخلق وحبيب الحق سيد ولد آدم الصادق الصدوق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في الحقيقة لا ينبغي لمؤمن ولا مؤمنة أن تفوته معرفة سيرة السيدة الطاهرة التقية النقية عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها. تلتقي في النسب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب ابن سعد ابن تيم ابن مرة.
أما أمها فهي أم رومان وقد اشتهرت بهذا الاسم وقيل بأن اسمها زينب وقيل دعد بنت عامر ونسبها يرتفع إلى كنانة وهي من السباقات إلى الإسلام تقول السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها "لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان بالإسلام"
لقد جمعت السيدة عائشة المجد من أطرافه فأبوها سيد الرجال بعد الأنبياء وزوجها سيد ولد آدم وهي إلى ذلك قد أضافت الذوق الرفيع والفصاحة والفطنة . فكانت بحق نموذجاً رائعاً لكل فتاة وامرأة تريد سعادة الدارين.
فمن ذوقها الرفيع إليكم الموقف التالي:"استأذنها ذات ليلة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يترك فراشها ويقوم فيتعبد ربه فقالت /أحب قربك، ولكني أوثر هواك "
أما عن مكانتها العلمية فحدث ولا حرج فقد روى الزركشي في كتاب الإجابة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه أنه قال ((:ما أشكل علينا -أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما".
لذلك سميت السيدة عائشة رضي الله عنها فقيهة النساء.
أما عن حظها من الفصاحة والبيان فقد أجمع الذين ترجموا لها وكتبوا عن حياتها،أنها كانت أفصح نساء العرب في عصرها بيانا.
أما عن مناصرتها لقضايا المرأة فقد كانت السيدة الأولى بلا منازع وقد كن يلجأن إليها في رعاية حقوقهن والدفاع عنهن. والأمثلة في هذا كثيرة لا يتسع المقام لسردها.
وهي إلى ذلك كانت عابدة زاهدة كثيرة الصيام محافظة على القيام لا تمسك درهما ولا ديناراً ولا ترد سائلاً حتى أنها كانت تطيب الدرهم قبل وضعه في يد الفقير معللة ذلك بأنه يقع في يد الله قبل وقوعه في يد الفقير.
أولئك أمهاتي. فمن له أم مثلهن ،رضي الله عنك وأرضاك يا أمنا عائشة.