و في حوار دار بيني و بين امرأة حكيمة كما تقول عن نفسها , أخذت تحدثني عن دور المرأة في المجتمع, و بين طيات كلماتها الداخلة الى مسامعي, أخذت تتفاخر و تتوج نفسها بالمثل السائد الذي يفيد بأن وراء كل رجل عظيم امرأة .. فهل نصدقها القول ام لا ؟ و هل يمكن عكس المقولة ليصبح السؤال " و هل وراء كل امرأة عظيمة رجل ؟ "
و في دور المرأة في المجتمع, لا يختلف اثنان على ان لها نصيب كبير في تربية الأجيال أو ممكن القول انها العنصر الأكثر فعالية في التأثير على الفرد فهي سند البيت هي الأم و الأخت و الزوجة و الصديقة, فعندما تقف وراءك و تساندك تصبح لك درع وقاية و حماية و كثر ما تدفعك الى سبيل تحقيق طموحاتك و تخليصك من العوائق التي قد تقف امام طريق تقدمك في الحياة .
السؤال محل النقاش هو ان كان وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم ؟ قبل الإجابة على ذلك ينبغي علينا ان ندرك ان كانت هذه المقولة حقيقة ام مجاملة .. عندها عليك ان تتطلع على قصص الآخرين لكي تكون كامل الدراية عن احوالهم, فالتجربة خير برهان , و الامثال ماكانت الا مراة للمجتمع, فان سدلت الستار ستكشف كم سطعت نجومهن في السماء اولائك العازبات و كم من الرجال نجحوا دون التدخل الأنثوي وراء انجازاتهم .. متيقنة و أؤمن ان يقيني على صواب أن المقولتين اعلاه يشوبهما مانع , و المرأة سلاح ذو حدين اما ان تصبح ضرف مساعد فتنصرك ام انها تدمرك و كذلك الرجل, اذاً يتحتم علينا هنا الوقوف عند الحقيقة, هذه المقولة نسبية الأثر ,بالرجوع الى معيار شخصي, فوصول الشخص و قناعته التامة في ان الطريق الذي يسلكه يؤدي الى مبتغاه, لن يقف امامه اي عائق يعرقل مسيره في المضي قدماً نحو مرتجاه, فالعظمة تكمن في الشخص ذاته ذكرا كان ام انثى فان كان متمسكاً بزمام الامور و يتحلى بالعزيمة و الارادة القويتان لن يتمكن اي شخص من انحرافه عن طريقه ,فالعظيم عظيم بنفسه وأفعاله.
و لا اقصد بكلامي هذا ان تدخل الطرف المقابل ان كان ايجاباَ او سلباً لا يرتب اي أثر, و انما ما قصدته من السطور اعلاه يتمحور في التدخل السلبي للطرف المقابل فتأثيره نسبي موقوف على شرط عزيمة الشخص و رادته.
أعتقد انك سيدتي الحكيمة قد اخطئت و لم تصيبي في حكمتك تلك! فعند الحديث عن العضماء , نجاح اي شخص و لنضرب المثل في الرجل الناجح, قد يكون هو من اتى بنفسه الى عتبة النجاح او ان شخصاُ سانده ف ذلك ذكراث كان أم انثى, و لذلك ينبغي علينا تصحيح المقوله لتصبح " وراء كل عظيم ارادة حاربت من اجل العظمة "!