انتخابات بعد انتخابات بالغرف التجارية الصناعية بالشرقية والآن بجدة، النساء تخسر المقاعد بمجلس الإدارة، رغم أن المقعد أصبح نوعا من الوجاهة الاجتماعية والتأثير والأثر على الحراك الاقتصادي أصبح محدوداً، ورغم عضويتي بلجنة من لجان الغرف التجارية، إلا ان الأثر الفعلي يظل ضعيفا وغير ذي تأثير. السؤال الأهم وهو محور مقال اليوم، لماذا المرأة لا تفوز بالانتخابات بالغرف التجارية؟ رغم أنها ترشح نفسها يعني هناك رغبة بمقعد، هل هو قناعة المرأة نفسها بعدم فاعلية المرأة فعلا؟ أو حتى رجل الأعمال العضو لا يصوت لها لماذا؟ هل هو نوع من أنواع التعبير عن الاحتجاج بحيث وسيلة التعبير تصبح هي الرفض والامتناع عن التصويت؟ أسئلة كثيرة يمكن طرحها، لكن بحكم قربي من القطاع الخاص سأحاول سرد بعض اسباب عدم فوز المرأة بمقعد بالغرفة التجارية إلا بتعيين من وزير التجارة الذي يحاول "إن رغب" بخلق توازن بالمجلس بوجود نساء ورجال.
أهم الأسباب الفعلية برأيي، انه ليس وجود سجل تجاري باسم المرأة يعني أنها ممارسة للعمل او تقوم به، بل مجرد اسم يستغل من قبل زوج او نحوه، أي انها أبعد ما تكون عن العمل التجاري فلا هي تعرف شيئا من أي شيء في العمل بالقطاع الخاص؟ وهذا يحتاج تفصيلا. إذ المرأة هي من تحبط المرأة هنا. ثانيا ثقافة المجتمع في قطاع الأعمال بمعنى "ما لم يقدر عليه الرجل كيف ستقدر عليه المرأة" وبالتالي رفض وجودها ناتج عن رؤية عجز لها بأنها مجرد "مشهد" لا يقدم ولا يؤخر، رغم ان الرجل برأيي بنفس السياق. ثالثا استباق المرأة النتيجة وترى أن العضوية بالغرف التجارية مجرد واجهة وهناك تحفظات "اجتماعية" على العضوة بالغرفة فهي قد تجتمع وتسافر وغيره من المتطلبات وهذا خارج طبيعة مجتمعنا، فترفض سيدة الأعمال الفعالة والقادرة والمتمكنة من الخوض في انتخابات الغرفة فهو خارج اهتمامها، وهذا يعني ان المؤثرات منهن يفضلن الابتعاد، رابعا ضعف ثقافة المشاركة بالانتخابات من المرأة والرجل فلا يعني أن المرأة ان تصوت للمرأة، ولكن ضعف الإقبال لا يحفز كثيرا الخوض بهذه الانتخابات.
في النهاية لا بد أن يكون هناك تغيير وتحسن وتطوير في مجتمعنا، ولكن يحتاج إلى الزمن وارتفاع مستوى الوعي بالمشاركة، واتمنى مشاركة المرأة وأن تكون فعاله لخلق توازنات في بيئتنا بالحقوق والأعمال، لا أن تصبح في إطار الرجل الذي يسيطر على كل شيء، حتى غيبت تماما، اتمنى على وزير التجارة ترشيح وتعيين عضوات من النساء بالغرف لتجارية، لكي نوجد بيئة عمل تجارية متوازنة تطالب بحقوق المرأة التي لا زالت ناقصة الكثير والكثير، وهذه أحد الأدوات.