تبذل بعض النساء جهودا كبيرة لإثبات الذات فتجد أنها من الصعوبة بمكان على المرأة العربية بالذات في اي وقت أو زمان أن تتقن مهارات معينة في فنون الكتابة الأدبية بكافة أشكالها ،سواء كانت الكتابة الصحفية أو النص الأدبي أو المقال و نظم الشعر أو كتابة النص الروائي أو القصة القصيرة ،دون أن تكون تملك بذور هذه الموهبة المزروعة بداخلها منذ الطفولة في وجدانها ،لتستقر بأعماقها فتنمو وتكبر إذا وجدت أرضا خصبة لها من التشجيع والتحفيز والدعم كي تظهر للناس . ومن الصعوبة أن تكون هذه المرأة قد تدربت عليها في مدرسة كبار الشعراء والأدباء مثل طه حسين والعقاد والطيب المتنبي أبي علاء المعري وأبي فراس الحمداني ونزار قباني ومحمود درويش وغيرهم الكثيرين من المبدعين الذي يعج بهم تاريخنا العربي المعاصر ، دون أن تتقن أبجديات الكتابة للقصائد الشعرية أو تغوص في أعماق النص الأدبي وتتقن المهارات اللغوية من خلال القراءة للكتب بعمق لتفهم معانيها ،أو تواصل الإطلاع على تجارب وخبرات الآخرين في ذلك ، ويحضرني أمثلة كثيرة منها حين تابعت ذات يوم إحدى الأمسيات الشعرية لصديقة لي شاعرة سورية ذكرت في سيرتها الذاتية أنها حاصلة على شهادة في الإلقاء والخطابة ،وأخرى حاصلة على شهادة من معهد للفنون الكتابية تعلمت من خلاله مهارات في إتقان فن القراءة للنص بلغة سليمة ، بإعرابها اللغوي وحركاتها وعلامات الترقيم والإعراب الصحيح الذي يحتاج دراسة للنحو وقواعد اللغة ومتى توضع فيها لتعبر عن وقف أو ربط أو تساؤل ،وفي لقاء عابر ذكرت إحداهن أن رفيقها الفرقان ذلك الكتاب المقدس المنزل من السماء بكلمات تعكس الإعجاز الرباني في سرد حكايات الأنبياءوقصصهم عبر التاريخ الماضي ، والعبر المستقاة في آياته الربانية ،وهذه جميعها مدارس محفزة لأي إنسان على الإبداع والتفرد في قراءة النص الصحيح وكتابته بحرفية ،وكثيرات من الشاعرات وكاتبات القصص يتقن فن المواجهه مع الجمهور فتعرضه لمن يدرك أجمل المعاني من رهافة النص ،وتجذب من يتقن الإنصات ويتابع دقائق الكلمات في قراءتها وسرد قصصها ، والحكايا بلغة أدبية ،وهؤلاء يكونوا دائما الناقدون لما يلقى أمامهم ،وما تقرأ من كلمات ،وكثيرا ما نقع في أخطاء لغوية غير مقصودة لجهل في أبجديات اللغة وجذورها كما يتقنها البعض ممن تعلموا في الجامعات أصول وجذور اللغة العربية لغة القرآن التي منها نستقي كل شيء ذو مدلول وعنى في أي زمان ومكان ،وتبقى المرأة أكثر حاجة للتوجيه الصحيح والتحفيز الدائم للقراءة والتعمق في المعاني كي تتقن مهنة الكتابة وتتعلم القراءة الصحيحة وتصبح مبدعة في نظم قصائد الشعر وكتابة القصص التي تكون جاذبة بعناوينها ،وفي طرحها و موضوعاتها العميقة وفي العرض التي تحاكي الواقع الأليم لبعض النساء في تفاصيل مفرطة للوقائع الأليم الذي يلامس هموم الناس ومعاناتهم لتروي حكاياتهم بطرق سهلة الوصول للآخر ،هكذا بعض المبدعات العربيات من النساء اللواتي تعودن على أن يكون لهن حضورهن في الصالونات والمحافل الأدبية التي تنظم في مختلف فعاليات الفنون الكتابية بأنواعها ،تبقى الكرة في ملعبنا كمبدعات كي لا نتوقف أو نحبط ،لتنهض من جديد بإبداع متميز دائما ،ولتحلق بإبداعاتها المختلفة لتصل للآخر دون مخاطر من الوقوع في هفوات الآخرين الذين يتصيدون الأخطاء و يلحون في الوقوف على أسبابها والتدخل بحياة أصحابها لا سيما حياة المرأة الشخصية ،وقد تحاول بعض النساء إحباطها بالتقليل من شأن زميلتها بالعمل على السخرية من إلقاءها أو قراءتها لتضعفها وتهبط بها إلى عالم التجاهل وعدم الثناء عليها بذرائع غير منطقية لكنها تبقى المرأة لا سيما العربية رمزا للتحدي وصورة للإبداع غير المتوفر في قريناتها في مختلف دول االعالم.