اعتادت مايا مرسي رئيسة المجلس المصري القومي للمرأة المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة على مدى سنوات باعتبارها مسؤولة في المنظمة الدولية في أدوار عدة، لكنها جاءت هذه المرة على رأس الوفد الرسمي المصري لحضور الدورة الستين للجنة الأمم المتحدة لوضع المرأة.
على هامش اجتماعات اللجنة التقت ريم أباظة بالسيدة مايا مرسي وأجرت معها الحوار التالي.
إذاعة الأمم المتحدة: كنت تشاركين في اجتماعات الأمم المتحدة وأنت مسؤولة في وكالات المنظمة الدولية، ما هو الفرق هذه المرة؟
مايا مرسي: الفرق كبير جدا، عادة كنا نعمل خلف الكواليس لمساعدة الوفود الرسمية ويشرفني الآن أن أرأس وفد مصر وهي مسؤولية كبيرة. أشعر أنني أريد أن أفعل كل ما يمكن لمصر في هذا المحفل الدولي، وخاصة أننا نعرف أهمية هذا المحفل. أتمنى أن تخرج مصر هذه المرة بشكل مختلف إن شاء الله.
إذاعة الأمم المتحدة: خلال مشاركتك في الاجتماع ما هي النقاط التي تريدين تسليط الضوء عليها؟
مايا مرسي: أعتقد أن أولى النقاط هي أننا في فترة أصفها بالذهبية في تاريخ المرأة المصرية، وخاصة بعد ثورتين وما تحملته المرأة المصرية في ظل ظروف الترهيب وسحب حقوقها والمكتسبات التي حصلت عليها على فترات متباعدة. نحن في عصر ذهبي للمرأة المصرية.
إذاعة الأمم المتحدة: قد يفاجئ البعض بوصف هذا العصر بالذهبي للمرأة المصرية، من أين يأتي تفاؤلك؟
مايا مرسي: لأن الإرادة السياسية موجودة على أعلى مستوى بدون وجود وسيط. الإرادة السياسية تأتي من رئيس الدولة مباشرة بدون وسطاء. الأمر الثاني هو التشكيل الجديد الذي خرج به المجلس القومي، خرجنا بفريق عمل قوي وهدفنا هو العمل على الأرض والوصول إلى كل امرأة مصرية في كل كفر ونجع وقرية لتحسين حالتها. النقطة الثالثة هي أننا نعرف ما هي أهدافنا، نحن لسنا جهة تنفيذية. إننا جهة ستتعامل بكل تعاون مع جميع الوزارات المعنية لتنفيذ أحلام المصريات على الأرض، فرؤيتنا واضحة. النقطة الأخيرة هي خروج مصر في الفترة الأخيرة برؤية مصر للتنمية لعام 2030 ونشرف بأن نكون من أوائل الدول على مستوى العالم بخروج رؤية متزامنة مع أجندة التنمية المستدامة 2030، هذا سيعطي المجلس القومي للمرأة فرصة للخروج برؤية المرأة المصرية على مدى 15 عاما. ودائما أقول إننا نخطط للفتاة التي تبلغ من العمر اليوم 15 عاما.
إذاعة الأمم المتحدة: ما هي أكبر التحديات التي تواجه المرأة المصرية وجهودكم في الوقت الراهن؟
مايا مرسي: هو الفكر الذكوري الذي مازال موجودا على الأرض، أعتقد أن هذا هو أكبر التحديات. هذا الفكر لن يتغير بين يوم وليلة، لن يتغير بالسياسية أو ببرامج أو استراتيجيات. أعتقد أن التغيير سيأتي من التعليم منذ الصغر، وكيف نوصل رسالة واضحة وصريحة عن طريق كل البرامج التعليمية للطفل والطفلة بأنهما متساويان في الحقوق مثلما هما متساويان في الواجبات، بأنهما مواطن ومواطنة لا يوجد اختلاف بينهما وأن وصولهما للعدل والعدالة متساو، وتعديل رؤية الطفل والطفلة لوطن يتمتعان فيه بحقوق متساوية ومن هنا يحدث التغيير. الإعلام ثم الإعلام ثم الإعلام أساسي أيضا في تغيير هذه المنظومة وليست فقط السياسات.