هل من المعقول أن تفعل بنا مباراة أو نزال كرة قدم بين الاتحاد والوحدة كل هذه (الأفاعيل)؟ هل من اللائق أن خسارة مباراة تخرج كل هذا القبح الكريه الكامن في نفوسنا؟
مؤسف ما حدث في الأيام الماضية عبر بعض الفضائيات والصحف والمنابر الإعلامية التي تدعي المهنية فيما هي (تنخ) وترضى بأن تجعل من نفسها أداة لطرف ضد آخر فترتب التقارير والحوارات وتفسح المجال للطرح السفيه أن يرشق عقلاء القوم بحجارة التجني والافتراء والتشويه!!
وقع الحكم في بعض الأخطاء التقديرية وقد وقع كثير من الحكام قبله في ذات الأخطاء وسيقع حكام بعده أيضا، فما الذي حدث؟ ولماذا في كل مرة نتكئ على ذات الوساوس والمؤامرة بأن الدوري مبيوع للأزرق كما قال الدكتور علي الموسى في تغريدته التي حذفها ليلتها ثم عاد ليؤكد لصحيفة النادي، أمس، ما قاله في تويتر!
ما أكثر الأميين في الوسط الرياضي وتحديدا في منابر كرة القدم وما أكثر السفهاء الذين لا يقيمون للكلمات وزنا قبل أن يتفوهوا بها، ولأنهم أميون بحق وحقيقة فيجب أن نطالب أربابهم بأن يعيدوهم أولا إلى مقاعد الدراسة ولو من خلال مراكز رعاية الطفولة المبكرة، أي مرحلة الروضة، لعلهم يتعلمون كيف يتحكمون في سلوكهم وتهور أنفسهم بالتدريب على عناصر إدارة الذات: (Stop, think, do) أي التوقف قبل إصدار أي كلمة أو موقف ثم التفكير في ما سيقولونه أو سيقدمون عليه من تصرف وبعد ذلك ينفذون الفعل، جنبا إلى جنب مع الأطفال الذين يتدربون على هذه المهارات قبل المرحلة الابتدائية حتى وإن كانوا يكبرونهم سنا بمراحل لكنهم حتما يصغرونهم بعقولهم! هل قلت عقل؟ أي عقل هذا؟ بل الأصح والآكد أنهم يصغرونهم كثيرا باللاعقل!
شاهدت صبايا سعوديات مساء أول أمس يحضرن في أبوظبي اللقاء الآسيوي بين الجزيرة والهلال، فتذكرت نزالات مماثلة لفرقنا السعودية ومنتخباتنا الوطنية خارج الديار تكون المرأة السعودية حاضرة فيها بكامل انتمائها وحشمتها. كما تذكرت بطولات ومباريات أقيمت في بلادي وكانت طرفا فيها وكان من بين الحضور نساء غير سعوديات، وقد تساءلت حينذاك: كيف يتم السماح للنساء الأجنبيات أن يدخلن الملعب ويشاهدن المباراة ويمنع هذا الحق عن الفتيات السعوديات؟ كأنما الجهة المسؤولة تعد هذا الأمر محظورا على المرأة السعودية وحلالا للمرأة من كل جنس!
أليس مخجلا أن نرى نساءنا وفتياتنا يساندن فرقنا الوطنية في الخارج بكل ذوق واحترام فيما نحن نحرمهن من هذا الحق في بلدهن؟!
وأتساءل مرة أخرى: لا أدري حتى متى ستستمر هذه النظرة نحو المرأة! وكيف يحكمون بالفساد والبعد عن الحياء لمجرد أن تحضر النساء إلى الملعب أو تمارس أبسط حقوقها باعتبارها إنسانا ومواطنا كريما؟ لماذا نحن دائما هكذا لا نعبر إلا بهذه العقلية؟ ولماذا يكون تفكير المعترضين على أي خطوة تخطوها المرأة السعودية تفكيرا (........) غالبا؟!