ليس الام من رأيت فيها عظمة المرأة, رغم ما افنته من عمرها في سبيل تربيتي, ولا الاخت ولا الخالة و لا العمة, بل من علمني ذلك هي الزوجة, تلك السيدة التي لم اشارك معها لحما ولا دما, فقط اننا اعجبنا ببعض. في بداية العمر, كنت افضل امي على الارض وما فوقها وما تحتها, لكن مع ظهور الزوجة, تغير الامر وصار للام نصف ما للزوجة . الام فعلا هي كل شيء, تعطي بلا حساب من اجل ابنائها, لكني كنت احسب ان دورها هو كذلك. حين تعقلت وصارت لي عائلة صغيرة, بدأت افهم ان دور المراة فعلا هو كبير للغاية, وسيعلم الامر كل من يملك مثل الزوجة التي اهابها الي الله تعالى. المرأة التي تكدح في سبيل خدمتي وارضائي رغم قصري لها في كل الواجبات, لم اضع يوما في اصابعها خاتما من ذهب ولا في عنقها سلسلة من الالماس, بل هي تفعل ذلك ارضاء للضمير ولله. الزوجة هي من تسهر الليالي لوحدها خلال الحمل و الوضع والرضاعة وايام الفطام, اسكات الصبي عند البكاء مهمة لا يقوى عليها الا هي, حمله طيلة اليوم امر لايقدر بثمن, المزج بين ارضاعه وتهيئ الطعام لباقي العائلة وغسل الاواني وارضاء الزوج بطلباته, عمل ماكنت اقدر على فعله لو كتب ان كنت سيدة وانا احمل هذا المزاح. بهكذا عمل المراة, ما كان على احد ان يطالب بحقها, وما كان لاي ان يتكلم باسمها, وان الرجل الذي اعتمد على قوته لتفريق الحقوق, هو من يستحق ان يعطى له الحق من طرف هذه المراة العظيمة. واذا اضفنا عمل المراة خارج البيت لمساعدة اهلها, وانجاز عمل البيت عند عودتها, امر يكون مخجلا عند تغني الرجال بحقوقها. المراة ببطولتها الكونية, هو الحق بعينه, ومن يخالف القول يجرب نفسه العيش في صحراء او جبل او وسط بحر بلا امرأة.