يعيش معظم أبنائنا الذين ينهلون من التكنولوجيا الرقمية العلم والمعرفة بدل البحث في الكتب والتعمق بالقراءة والمطالعة فيما ألفه المفكرين عبر العصور وما أفرزه المبدعون من كتب ومؤلفات لها تأثيرها عبر التاريخ مثل كتاب الأيام لطه حسين وكتب إحسان عبد القدوس وروايات أدبية لكبار المؤلفين والكتاب سواء باللغة العربية أو اللغات الأخرى الممكنة والمتاحة بين أيدينا ،والقراءة تفتح القريحة وتزيد المعارف ولا تكون مقتصرة على قراءة القصص والمؤلفات والحكايات بل يجب أن تتنوع بين كتب البحث العلمي والاجتماعيات والفلسفة والتاريخ والعلوم الإنسانية ،كي تجعلنا نتدبر ونتفكر ونتفهم للمعاني المقصودة في الأفكار التي يبثها المفكرين للناس لتغذية العقل وتحفيزه على الإبداع والابتكار في القيام بأعمال مهنية مختلفة بغض النظر عن طريقة أداءها يدويا أو آليا أو تكنولوجيا فالمهم هو التنشيط للدماغ بالعمل والبحث والتفكر لا تعطيله بمشاهدة التلفاز وشاشات الكمبيوتر الرقمية التي تجمع ما بين التسلية واللهو والتشويش الفكري الذي لا يحفز الفرد على المساهمة في العمل الإنساني مع الجماعي بل يدفعه للإنطواء والوحدة والغفوة وبالتالي تعطيل الإبداع والمحفزات التي تدفعه للمشاركة الميدانية والواقعية في العمل الجماعي وصنع القرار الذاتي الذي يصمم مستقبله بحسب ما تغذى عليه فكره من أفكار من خلال القراءة والتمحيص بالكتب أو من خلال التلقين عبر أجهزة تقنية صغيرة تدمر العقول وتحبط محاولات الإبداع والتفكر فيما حولنه دون أن يتسلى ويمضي وقته بالألعاب الإلكترونية وأجهزة النوت بوك وغيرها من المسميات التقنية المدمرة لعقلية الإنسان البشري فهم في سبات وغفوة فكرية إلى حيث يشاء الله ليصحو من غفوتهم ويعودا للتفكر بطرق أخرى غيرها.