المرأة والميراث عقدة زمنية عجز عن حلها زمن العقول والتكنولوجيا، اي أصبحت نظرتنا الى المرأة وحقها في الميراث نظرة سيلوجية، خاصة في المجتمعات القَبلية التي حَرمت العديد من الحقوق للمرأة الفلسطينية على مستوى الكم الكبير من االأعمال الثالنوية التي تقوم بها.
نعم هناك الكثير من عدم الإتزان في مساواة المرأة العربية ولعل أبرز ذلك هو الاعتداءات الهمجية التي تتعرض لها ناهيك عن الأعمال الشاقة التي تقوم بها، والتي ما زالت تنتقص من حقوقها رغم إخلاصها ووفائها في عملها، فأعمالها لا تكون عبثية ولا تكون لخدمة نفسها بل تعمل من أجل أن تصنع اجيالاً يقامون ويقاتلون بعلمهم ويدهم في نفس الوقت، ولكن ما يحدث في مجتعاتنا يعكس صورة المرأة تماماً عن صورتها الايجابية.
ماهي سبل حصول المرأة على حقوقها؟
أصبح تلبية كافة حقوق المرأة أمر شبه مستحيل بل بات أمر محالٌ منه مثل، أنتظار صعود الفلسطينيون في انتظام الى الباصات، او مثل عمل محرر صحفي لا يجيد اللغة العربية في جريدة الحياة الفلسطينية او مثل أنتصار دولة في حربٍ بدون سلاح، كل هذا وأكثر سيتحقق عند حل حقوق المرأة او بشكل خاص حق المرأة في الميراث.
ورغم حصول المرأة على العديد من الإمتيازات ووصولها الى بعض الحقوق البدائية وترفيعها في بعض المستويات من خلال عقد الندوات لها الا أنها لم تصل حتى الأن الى حقوقها الطبيعية والخجولة في كثير من حقوقها المفروضة لها وعلى رأس هذه الحقوق حقها في الميراث، حتى بات مطالبة المرأة في حقها من الميراث جريمة لا تغفر لها، مثل إرتكاب جريمة قتلٍ في المدينة، او مثل خروج امرأة من بيتها بدون اذن زوجها في بعض المجتمعات الريفية. ( وكما قيل أن احدهم قام بقتل أخته وأتهمها بقضية الشرف من أجل أن يتخلص من حقها في الميراث، الأمر بات يشكل خطر ووهم كبيران في مطالبة المرأة في حقها الطبيعي حق الميراث.
والسؤال الذي يطرح نفسه ؟ كيف ستحقق المرأة مطالبها في زمن قلت فيه العدالة وانعدمت فيه الحقوق وأنتصر فيها الفساد في كل ركنٍ في زوايا بلدتنا المهدمة.
يقولون أن الثامن من اذار هو يوم المرأة العالمي الكل يبارك ويهنئ المرأة في هذا اليوم، ولكن في رأيي، هذه السياسات الوهمية ليست إلا سبيل لإلهاء المرأة وأحساسها بأهميتها الكبيرة في المجتمع للحظةٍ قليلةٍ من الزمن، لكن الواقع يعكس جل التصورات ويشوه صورة المرأة في المجتمعات، هل يعقل ان تكون المرأة سعيدة وهي محرومة من حقوقها وأقصد في ذلك حق المرأة في الميراث.
ورغم مجيئ الإسلام ومساواته للمرأة وأقرار القرأن بحق المرأة في الميراث في قوله تعالى (للرجل نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه او اكثر، نصيباً مفروضا)
ألا انهم لم يكترثوا للنصوص الشرعية، حتى أصبحت المرأة اليوم شبيهة بنساء الجاهلية تابعة للرجل في كل شئ ومسلوبة الحق والإرادة.
فكم دفنا من بناتنا وأخواتنا وأمهاتنا وأريناهم التراب، وبعدها نعود ونحتفل بيوم المرأة العالمي رغم أستمرار معاناتها وحرمانها من حق الميراث والحقوق الأخرى، هناك اسألة موجعة ومؤلمة بدون جواب لاكن لا نقول إلا، لا حول ولا قوة إلا بالله.