في خطوة لم تفاجئنا ، وفي محاولة لاضفاء الصفة القانونية على جرائم الاحتلال وانتهاكاتها بحق الاطفال الفلسطينيين ، تصادق اللجنة الوزارية لشؤون التشريع على" تعديل قانون الاحداث" الذي يتيح للمحاكم الاسرائيلية احتجاز القاصر الذي لم يبلغ أربعة عشر عاما ، وادين "حسب قولهم" بالقتل او بالقتل العمد في ، ماوى مغلق وعند بلوغه الرابعة عشرة يتم نقله الى احدى منشآت الاحتلال ، لتنفيذ الحكم الصادر بحقه بأثر رجعي ، وتاتي هذه الخطوة متناغمة مع مجموعة من مشاريع القوانين التي صادقت عليها اللجنة الوزارية مؤخرا واستكمالا لرزمة التشريعات والقوانين العنصرية التي اقترحتها حكومات رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المتعاقبة وأقرتها خلال السنوات الأخيرة .والتي تستهدف المواطن الفلسطيني في ارضه ووطنه وحقه في الحياه ، السكن المرور والاقامة وتستهدف الشرائح التي عزز القانون الدولي من اهمية الالتفات الى مطالبها وحقوقها وعلى راسهم الاطفال .. فالعالم يشهد ما يعانيه الاطفال الفلسطينيون من انتهاكات جسيمة تمارسها قوات الاحتلال بحقهم ، يعلم جيدا ان الاطفال الفلسطينيون في قطاع غزة ينامون في العراء بلا ماوى او في بيوت أيلة للسقوط ،بعد هدم بيوتهم من قبل قوات الاحتلال في ثلاث حروب متتالية شنتها اسرائيل على قطاع غزة الصغيربمساحته والاكبر من حيث كثافته السكانية ،مخلفا الالاف من الشهداء والاعاقات الجسدة والنفسية بين صفوف الاطفال، وبيئة غير آمنة تعززها مشاعر الخوف والكوابيس لا يسدون لقمة عيشهم ، يمنعون من حقهم في تلقي العلاج فالمعابر مغلقة والحصار والفقر ينهش اجسادهم الصغيرة ، الاطفال الفلسطينيون في مدينة القدس يلاحقون في كافة احياء المدينة ، في سلوان الطور ، شعفاط ، راس خميس، القدس القديمة , بيت حنينا ، كفر عقب ، الشيخ جراح ، وادي الجوز وغيرها من احياء القدس يطلب منهم رفع الايدي او وضع الايدي في الجيوب حتى يتم اتهامهم بوضع سكين ثم يقتلون بدم بارد على الاسوار او في بوابات المدينة . يفتشون باذلال ومهانة عند توجههم لمدارسهم وتصادر حياتهم باعدامات يومية واصرار على القتل العمد ، الفتيات الصغيرات يقتلن في اعدامات يومية عند توجههم لاماكن العبادة في خليل الرحمن او في مدينة القدس ، او على حواجز التفتيش المذلة ، اطفال فلسطين يحرقون احياء من قبل غلاة المستوطنين وتشوه اجسادهم الصغيرة ، ، يوضعون في ثلاجات الموت في درجات حرراة متدنية جدا ، يفقدون حقهم بالدفن اللائق .
كم شاهد العالم من قتل متعمد بحق اطفال فلسطين لم تحرك الا القليل من المؤسسات الدولية التي التفتت الى الحجم الهائل من انتهاكات حقوق الانسان لكن خطابها الدائم كان خجولا ومجاملا بالاغلب للحكومة الاسرائيلية وفي الوقت اذي صدرت اصوات شجاعة من بعض الدول الصديقة واللجان واللمجالس الهامة وخاصة مجلس حقوق الانسان التي أكدت ان الاجتلال هو المسبب الرئيس والمنتهك الرئيس لحق الانسان الفلسطيني في الحياة ، تتراجع هذه الاصوات امام وسائل الضغط التي تمارسها اسرائيل بحق الكثير من الشخصيات المؤثرة في العالم وغيرها لتغيير مواقفها .
اليوم توغل اسرائيل في عنصريتها واستهدافها لاطفال فلسطين ، بالقتل العمد ، باجراءات اعتقال منافية لكافة المواثيق الدولية ، بالاقامة الجبرية ، بالابعاد عن اماكن السكن ، انتهاك حفهم بالمرور ، حقهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، حقهم باللعب بامن وسلام ،حقهم بالحلم دون ان يشوش حلمهم أزيز الطائرات وقصف الدبابات.
ان مجمل ما تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الاطفال الفلسطينيين ، هو انتهاك صارخ يستوجب التحرك بشكل حثيث لمجلس حقوق الانسان ولكافة المؤسسات الدولية لادانة هذا المشروع وغيرها من المشاريع العنصرية والمتطرفة التي اخذت بالازدياد في الاونة الاخيرة .