ربما يقصر الكثير من الناس في تخصيص وقت للأبناء للجلوس معهم ومع الأم الزوجة للحوار والتحدث والنقاش البناء بشأن الأسرة ومجريات الأمور فيها والأحداث التي تجري داخلها.
في الحقيقة أيها الأكارم إن هذا خطأ فادح وجريمة كبرى يرتكبها البعض وقد تؤثر على المجتمع كافة لأن الأسرة هي نواة المجتمع .
وقد يتذرع أحدنا بعدم توفر الوقت الكافي لها وأن حياته كلها يفنيها في العمل من أجل توفير حياة كريمة لأسرته!؟
وتعود أسباب هذه الظاهرة الاجتماعية السلبية إلى عدة عوامل أهمها :-
1-عدم الشعور بالمسؤولية و بأهمية تخصيص وقت يومي كاف ولو لمدة ساعة واحدة على الأقل تخصص للأسرة مهما كانت الظروف لأن الحياة الكريمة والسعيدة مرتبطة ارتباطا وثيقاً بتواجد رب الأسرة بين أفرادها مادياً ومعنوية فجمع الأسرة مع بعضها البعض تمثل صورة مصغرة لقطعة من الجنة إذا وجد أفرادها فيها المتعة والراحة والألفة والسكن .
2- هناك أسباب تعود لطبيعة عمل وشخصية رب الأسرة وهي عدم شعوره بالمسؤولية تجاه أسرته أصلاً بل ربما هناك أشخاص لا يهتمون حتى بمسألة الإنفاق على الأسرة أو الاهتمام بها وباحتياجاتها.
3- هناك أسباب تعود لطبيعة الزوجة المبتذلة في إهمالها للباسها لزوجها غير المبالية به وبراحته الشخصية وأحيانا يعلو صوتها عليه.
وغيره الكثير من الأسباب التي تؤدي لإهمال رب الأسرة لأفرادها.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام ما هي الحلول المقترحة لمثل هكذا ظاهرة أدت إلى تفكك الكثير من الأسر وشذوذ الكثير من أبنائها وبناتها وهروبهم من المنزل بسبب عدم وجود بيئة جاذبة تحتضن الأبناء وعدم وعي الوالدين بدورهما الكبير في حياة أفراد الأسرة بالتوجيه والتقرب منهم كأصدقاء لهم.
هنا وفي هذا المقام لا بد من أن يتم بناء الأسرة على تقوى من الله ورضوانه لأن الله تعالى يقول ((أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ))/التوبة /.
فالنكاح للزوجة يا أحبتي يجب أن يكون لذات الدين كما قال صلى الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين تربت يداك )وللرجل الخلق والدين لقوله صلى الله عليه وسلم ((إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )).
هذه قواعد كل الأسر التي أسست عليها استمرت ونمت وأثمرت وأينع ثمرها.
وثانياً هو إحساس المقبل على الزواج بصدق مع نفسه أنه سوف يبني أسرة مسلمة إن أحسن إليها وأعدها جيدا ،فربما يخرج منها أفراد جيل التمكين فيعود بسببهم عز الإسلام والمسلمين ورحمة رب العالمين.
وثالثا تأت علاقة الدفء والمحبة التي تسود بين أفراد الأسرة بسبب صدق مشاعر رب الأسرة وإحسانه في قيادة دفة السفينة وإيصالها إلى بر الأمان وشاطئ السعادة الهادئ الذي تعم فيه الفرح والبهجة على الجميع فيها .
نسأل الله تعالى أن يوفق جميع الآباء والأمهات إلى ما فيه خير وصلاح الأبناء بتقوى الله وخشيته في تربيتهم وإعدادهم للمستقبل لخدمة الإسلام إذا المسؤولية الكبرى تقع عليهما خاصة الأم الصالحة والزوجة الصالحة التي هي درع واق للرجل من النار يوم القيامة.