مع نهاية شهر تاريخ المرأة، أكتب هذه الرسالة المفتوحة للنساء الفلسطينيات تعبر عن تشجيعي وتضامني معهن. نحن كنساء نشكل 50٪ من السكان، ونحن نحمل نصف السماء. لذا فنحن نستحق فرص متكافئة. ولكن هذه ليست مجرد دعوة إلى المساواة. فعندما تنجح المرأة تزدهر المجتمعات. وينبغي على جميع الفلسطينيين دعم تمكين المرأة في التجارة والتعليم والحكومة. وانتن ايتها النساء الفلسطينيات يجب أن تكن جريئات وصريحات في سعيكن نحو تغيير الامور الى الأفضل.
خلال السنتين السابقتين وبوجودي في منصبي كنائب للقنصل العام في القنصلية الأمريكية العامة في القدس، كان لي شرف لقاء الكثير منكن اللواتي حققن الانجازات العظيمة على الرغم من التحديات الصعبة. فخلال قيامهن بذلك، جسدت النساء الفلسطينيات بشكل جوهري معنى الصمود. فعلى سبيل المثال، المعلمة حنان الحروب، والتي ولدت في مخيم للاجئين الفلسطينيين، أظهرت لنا هذا الشهر احدى القدرات الفائقةالمرأة- فقد حازت على جائزة افضل معلم في العالم، وهذه رسالة فخر وطني. ولقد رأيت صاحبات مشاريع فلسطينية مثل عبير النتشة والتي أسست شركة "ماي بينك إلكترونيكس، وتعمل على بناء قطاع تكنولوجيا المعلومات الفلسطيني وخلق فرص عمل للنساء. وايضا آمنة سليمان ومن معها من اعضاء نادي الدراجات الهوائية النسائية في غزة – وهن نساء عاديات اخترن ان يؤكدن على حقهن في المساواة من خلال فعل بسيط الا وهو ركوب الدراجة.
وكدبلوماسية أمريكية وإمرأة، فانا أعلم علم اليقين ما يعنيه أن تسعى المرأة لتحقيق النجاح في مجال يسيطر عليه الذكور. حتى في أمريكا اليوم، ما زالت المرأة تواجه عقبات هائلة في الوصول الى المساواة الحقيقية. وانتن كنساء فلسطينيات تواجهن مثل هذه التحديات في كثير من الأحيان. وبالرغم من ان النساء الفلسطينيات يشكلن 58٪ من خريجي الجامعات، فان 20٪ منهن فقط من القوى العاملة. وعدد قليل منهن يعملن في مواقع قيادية عالية في القطاع الحكومي أو في إدارة الشركات الخاصة. وحوالي 70٪ من الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة من قبل نساء في الاقتصاديات النامية، بما فيها فلسطين، لا تتمتع بالخدمة التي تستحقها من قبل المؤسسات المالية. وهذا يضع فجوة الائتمان ضد المرأة من 260 مليار دولار إلى 320 مليارا.
لا ينبغي أن يكون الحال هكذا. ونحن نعلم أنه عندما تنجح المرأة تزدهر المجتمعات. وتستحق النساء نفس الفرص لتحقيق النجاح كما تلك المتاحة للرجال. ومن المرجح أن تعيد المرأة نتائج استثماراتها لصالح أسرتها، وتغطية نفقات التعليم والخدمات الطبية لأطفالها. وسيدات الأعمال في العادة يملن لتقدير انجازات النساء وتوظيف المزيد منهن، وبالتالي خلق تأثير إيجابي متعدد الاتجاهات يؤدي إلى مزيد من العائدات والأرباح.
ونحن في القنصلية الأمريكية نقوم بدورنا من خلال الاستثمار في برامج ريادة الأعمال في رام الله والقدس مع التركيز على النساء وتشجيع الفتيات الفلسطينيات الاندماج في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة من خلال تنفيذ المبادرات التعليمية المختلفة وخلق فرص عمل للمرأة من خلال برنامج كومبيت المنفذ من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
لذلك، فان رسالتي للنساء الفلسطينيات رسالة واضحة: كوني جريئة واجعلي لنفسك حلم جرئ. ورسالتي إلى الفتيات الفلسطينيات هي: آمل أنه في جيلكم سيختفي التمييز بين المهن المسيطر عليها من قبل جنس دون الآخر. فيمكن أن تكن أي شيء تردنه. وهذه المهمة الملقاة على عاتقكن ليست بالسهلة ولكنها بالتأكيد مهمة. ولديكن قدوة عظيمة متمثلة في المرأة الفلسطينية والنساء في جميع أنحاء العالم. ولديكن الدعم من المجتمع الدولي. فأنتن تستحقن دورا متكافئا في المجتمع. والمجتمع الفلسطيني يستحق العطاء والمواهب التي تقدمنها له.