تعيش المرأة في وطننا العربي وفي المغرب على وجه الخصوص مغالطات لاحسرة لها حين تعتبر ان الزواج هو مشروع ابدي ناجح وتعول عليه, رغم ما تراه من تجارب فاشلة على ارض الواقع. نجاة, اسم فتاة اعتقدت يوم لقائها بفارس احلامها أحمد انه سيعيشها الاحلام الوردية التي زرعها في فؤادها ايام العشق والهوى, سيما وانها تملك من الحسن والجمال الكثير, عكسه الحامل للبشرة السمراء. تزوجا بعدما فرضته على اهلها, انجبا من ثمرات الحب ثلاثة افراد, كان احمد في نظر الناس اكبر المتيمين, حملوه لقب عنتر بن شداد, تعبيرا عن الحب الذي يكنه لزوجته نجاة, ولمبدا الصراع الذي عانه مع المسؤولين حين يرفضون اعطاءه العطلة لزيارة حبيبته. فجأة, وبلا سابق انذار, تلاسن بين العامة ان الحبيبين وقع شرخ في عاطفتهما, وشرع كل منهما يتهم الاخر بالخيانة الزوجية, الى ان حصل بينهما الطلاق وتدمرت كل العائلة دون ان يفلت منها احد. الاطفال الان يعيشون اسوأ الحالات, لاقريب ولا حبيب ياويهم, الاب اسجن لعدم تسديده النفقة, الزوجة, بعد الضائقة المالية خرجت للعمل والارتباط مع أي كان لتسديد ديون الحياة. الزوج مرتبط بعقد زواج اخر وصفه الناس بالفاشل, الابناء يعيشون اوضاع نفسية حادة, الام تائهة بين عملها البسيط وبين ارتمائها بين احضان الغرباء تتوسلهم دريهمات الذل والعار. على كل حال, فالرجل, اذا فشل في الزواج, اعاد الكرة مرة اخرى, الامر متوقف عند ارادته من عدمها حسب امكانياته المادية, خلافا للمراة التي يكون حظها في الزواج قليل جدا في عز عزوبتها, فما بالك إن كانت مطلقة. إذن أي مشروع تتوخاه المراة من زواج قد يصلح او لا يصلح خصوصا في السنوات الاخيرة التي فقدت خلالها المبادئ وقل فيها الاحترام والوعي والقدرة على تحمل المسؤولية؟