أودّع اليوم، بل العالم بأكمله يودّع اليوم شاعر تونس الأجمل، الأبهى، محمد الصغير أولاد أحمد.
رثوت الكثير من الأصدقاء والرفاق من أهل الفن والثقافة والإعلام، أولئك الذين زرعوا في روحي التفاؤل ووصّوني ألاّ أنام بلا حلم. ودّعت الكثيرين، وما مشيت في جنائزهم. كنت أهاب البكاء أمام الشعب يمشي وراء النعش. أخاف انهزامي أمام الموت يسري في المقابر، يحدّث الناس عن لحظة يصعدون إلى السماء دون استئذان.
رحل أصحاب صباي، فمتى أسقي زيتونة الدار بقلب يودّع قلب الحياة وأهدأ.. قليلا، كثيرا، وربّما يهدأ الكون بعدي.
ودّعت تلك الطفولة التي.. فيها كنت أصلّي معهم للأمل، لاختراق النواميس وكسر القوانين والتمرّد على المدجّجين بالغباء.
صغيرة كنت حين عرفتهم... كبارا أودّعهم، كبارا رافقتهم، كبارا أحببتهم، وأحببت الحياة في جلساتهم.
يا أيها الأحباب سلام عليكم، سلام سلام سلام، حتى أجيء إليكم.. عارية من الخطايا.
________________________
إلى أرواح ساندتني في صباي، إلى من رحلوا كبارا ومازالوا..
من بينهم كان الشاعر الصديق محمد الصغير أولاد أحمد
وداعا شاعرنا العظيم