تعتبر العنوسة ظاهرة مجتمعية سائدة في بعض المجتمعات ولا يعني تأخر سن الزواج بالنسبة للفتاة في عالمنا العربي نهاية العالم فهي ظاهرة واضحة الانتشار هذه الأيام بين العديد من الفتيات ،و باعتقادي أنها ظاهرة مظلومة من ناحية الطرح على طاولة الحوار والنقاش من قبل المتخصصين لبحث الأسباب وإيجاد الحلول لها.
بالأمس القريب رأيت امرأة آنسة غير متزوجة في حيينا الذي نقطنه ، كانت أشبه بامرأة دفنت نفسها بالحياة وتوحي ملامحها بأنها إنسانة يائسة بائسة كئيبة من مظهرها الحزين والله لقد تألمت جداً .هي في الخمسين من عمرها.
و تعارف بين الناس إطلاق مصطلح عانس على من تأخر زواجها وهذا لفظ سلبي كفيل بتحطيم قلب الفتاة والأصح أن نطلق عليها لفظ آنس أي لا تزال آنسة وهو لفظ إيجابي يشعر بالأمل والتفاؤل.
ائذنوا لي أحبتي أن أتوجه بالحديث اليوم حول هذه الفئة من الأخوات فأقول لها ناصحا :كنت يوما في دمشق أدرس علوم القرآن على يد أستاذي وشيخي فتوقفنا ليلاً في سيارته في ساحة الميدان لنتكلم بعدة مواضيع اجتماعية بعد إنتهاء الدرس فكان هذا الموضوع من ضمن الموضوعات التي نوقشت، الجميل في الأمر ما أخبرني به الأستاذ أن فتاة من أقربائه لم يطرق الخطاب بابها فانصرفت بكليتها إلى تعلم العلوم الشرعية لتتخصص بالحديث الشريف فحفظت الكتب التسعة وأصبحت مرجعاً في الحديث الشريف حتى منحتها جامعة الأزهر شهادة دكتوراه بمرتبة الشرف في علوم الدين وكانت سعيدة بما حققته من إنجاز وإن لم تلتقي بفتى أحلامها وتتزوج مثل باقي النساء اللواتي كان لهن نصيب بذلك ولعل الله يؤخر ذلك لخير لهن في علم الغيب .
وباتت طالبات كلية الشريعة يقصدن منزلها للاستفادة بالعلم والمعرفة من علمها الذي تعلمته فأصبح المنزل جامعة تعلم المسلمات طريق الخير.
لذلك يا أختي الكريمة يا من تأخر سن زواجك كوني إيجابية بكل معنى الكلمة وإياك أن تسمحي لأحد أن يشعرك بالإحباط والشفقة عليك بل انطلقي وابحثي عن ذاتك وفرصتك في الحياة مثل باقي أفراد المجتمع وعيشي بسعادة وكوني رائدة ضمن حدود المشرع بما فيه مرضاة الله تعالى فلا تيأسي وكل من له نصيب في شيء ما فسوف يحصل عليه بالصبر والرضى بقبول ما هو مكتوب عليه
سائلاً المولى لكن جميعا طيب العيش والحياة بسلام وأمان .