من الطبيعي أن تحدث خلافات بين بعض الفتيات والشباب من جهة، وذويهم خصوصاً الأبوين من جهة أخرى، وأحدد الفتاة والشاب عندما يكونان في سن المراهقة، أو في مقتبل العمر وخبراتهما قليلة ومتواضعة.
الخلاف عادة يتم في أمور مستقبلية مثل الدراسة أو الوظيفة ونحوها، حيث يقرر الشاب أو الفتاة ويتحمس ويندفع وهو يفتقر للخبرة وغير ناضج، أو الرؤية غير شاملة لجميع الجوانب، وتبعاً لهذا الواقع يحدث الاصطدام مع رأي الأبوين اللذين لهما مخاوف وينظران لجميع التفاصيل بدقة وحذر.
للتوضيح أكثر، أسوق قصة رسالة وصلتني قبل بضعة أيام من فتاة، تشكو خلالها من تسلط أبيها ـ لاحظوا تسلط ـ وتقول «بعد جد واجتهاد وبذل كل ما بوسعي للنجاح بتفوق، وحصولي على درجات عالية مكنتني من الحصول على بعثة خارجية لمواصلة تعليمي، اصطدمت برفض والدي للسفر بحجة صغر سني، إنه فعلا شيء يقهر».
أرسلت لها عدة تساؤلات، حتى اتضحت لي الرؤية كاملة حول تفاصيل الموضوع، ببساطة متناهية كان البديل للفتاة موجوداً، بمعنى أن التخصص الذي ترغب تعلمه ودراسته خارج البلد موجود في بلادها، هذا أولاً، أما ثانياً فالأب لم يرفض كما ذكرت، بل طلبها أن تنهي البكالوريوس، وأن تكون البعثة للماجستير والدكتوراه، ومنها أيضاً أن تكون قد كبرت أكثر واكتسبت خبرات، فضلاً عن هذا تكون قد تعلمت اللغة الإنجليزية بشكل أكثر احترافية.
ما نصل له، أن الأب لم يحطم مستقبل ابنته، لكنه رسم خطوطاً عريضة معقولة لهذا المستقبل وفق اختيارات الفتاة نفسها، لم يرد هذا الأب وضع ابنته في أتون تحدّ لا يعلم بنتيجته هل تنجح أم تفشل، أمّن لها التعليم داخل البلد، مع النظر للمستقبل للسفر والدراسة .. هكذا هم آباؤنا وأمهاتنا.. فقط يحتاجون أن نفهمهم.