الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

"القافلة تسير"

  • 1/2
  • 2/2

ماذا يعني أذا  توقف الغيث أوأنحبس  المطر فجأة و أنقطع عن سقاية  بساتين خيرة العطاء ،هناك الله يعوضها غيثا ينبع من باطن الأرض ،وماذا إذا أقدم رجل على إصدار قرار  بطلاق تعسفي ضد زوجته فجأة لأسباب مجهولة ،وإذا ظلم رجل امرأته وهجرها حبا بأخرى ،ماذا يعني أن يغيب رجل عن طيف امرأة أحبته ووجدت فيه كل حياتها ،لكنه قرر الرحيل عنها دون سابق إنذار ،وغادر إلى عالم المجهول ،كثيرات هن من يصبرن ويصمتن إزاء ذلك ،وأخريات  قد يذرفن الدموع ويصبن بالقهر والإحباط نتيجة انفصال قسري لزوجين كان يجمعهما الحب والوئام لفترة ليست قصيرة إمتدت سنوات طوال ،أو ربما كان  بينهما أطفال ذهبوا ضحية الخلافات الأسرية وإختلاف في الفكر والميول ،وذرائع إجتماعية  ،وقد تلوم  المرأة وترمي كافة الأخطاء في مرماها لإنها يأست من النصف الآخر الذي كان من المأمل أن يكون شريكا لحياة أبدية سوية ، ولكن في معظم حالات الطلاق والإنفصال تكون المرأة  هي المتضررة الوحيدة والخاسرة في كافة الجولات والمحاولات لرأب الصدع بينهما  ،وتقع المسؤوليات الكبيرة عليها في تحمل إرتدادات هذه الهزة في حياتها ، وتلقى على كاهلها تداعيات هذه المصيبة فتتحمل هي أعباءً عديدة منها نفسية ومنها مادية ومعنوية وأحيانا قد تقع عليها مسؤولية قانونية في بعض الحالات الخاصة المتداولة في ملفات المحاكم الشرعية ومهما حاولت الدفاع عن نفسها تكون هي الجانب الأضعف الصامت وغير المنصف .
و قيل  في إحدى الأمثال المتداولة  القافلة تسير والكلاب تعوي وهنا يصف بعض الرجال بالكلاب لإنهم يظلمون المرأة ويعنفونها مع سبق الإصرار والترصد ،ذلك أن الكثيرين منهم  يحاولون إحباط شخص قوي الشخصية جريء مثل بعض النساء اللواتي يقعن ضحية العنف والإرهاب الأسري وظلم الرجال لهن  ،وكثيرات منهن يتحملن الصدمات المتوالية ويتعاملن مع الناس بذكاء وبرقي وكثيرات يغفرن أحيانا  هفوات بعض الرجال  ، ودائما تكون طيبة متسامحة رغم إساءتهم لها المتكررة بحجج مرفوضة منطقيا وعقلانيا ،   ذلك أنه خلق هكذا معجون من تراب صلب مثل الصخر وماء وتراب هو صلصال سهل الكسر  ،وقد تغلب عليه الطبيعة البشرية التي فطرنا الله  عليها .كثيرا ما أذكر كلام  صديقتي الغالية الدكتورة علياء إبراهيم التي ترقد على سرير الشفاء التي كانت تقول لي دوما  عافاها الله وشفاها من محنتها المرضية :" أحنا المصريين  منحبش الراجل  إلي بوجهين ،الناس دول ظاهرهم رزين و وقور وداخلهم لئم  وتمرد ونفاق ،دول آفة مرضية  في المجتمع  ولازم يخلصوا من عالمنا نهائيا "،كانت تذكرني بطيبة قلبها بكلام أمي ،ونساء عاصرن عينات مختلفة من الرجال  الذين لا  يتحملون الصدمات وتحديات الحياة فيهربون من أية مسؤولية ،أو  يقعون في شباك الكثيرين ممن ذاب لين قلبهم ، لكنهم يعودون فجأة  فينهضوا من جديد بقوة أكثر وبدون تردد وتضيف د علياء الخبيرة النفسية :"يا بنتي ما تأليش فيهم فأنت تعرفين  الكلاب تبقى تعوي و القافلة ستبقى سائرة في طريقها وإحتسبي أمرك لله ، ولا تهتمي لأي  حاجة ربنا كفيل بالظالمين ".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى