الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

عبث القنوات الفضائية بالمرأة

  • 1/2
  • 2/2

الكاتبة الصحفية: سحر حمزة - الإمارات العربية المتحدة - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

رغم ما يروج له إعلاميا عن تحرر المرأة ،وعن إمتلاكها قرار حق تقرير مصيرها في ظل ما منحها إياه الشرع والقانون ما زالت المرأة للآن ضحية  عبث بعض  القنوات الفضائية  لا سيما تلك التي تجعلها جسرا لعبور كافة البضائع والسلع الإستهلاكية غير المفيدة التي لا تشهد إقبالا من الجمهور ناهيك عن الإستهتار بالمرأة لدرجة امتهان كرامتها  في نشر صور مشوهة لها في بعض المسلسلات والأفلام الشبه إباحية بحجة المعاصرة والحضارة والأمثلة كثيرة يمكن مشاهدتها حينما تقلب بالرموت كونترول بعض القنوات التي تجمع ما بين الوطنية والدينية والترفيهية ثم الأكثرها وطأة تلك التسويقية التي تجعل المرأة أداة لنفاذ كميات مواد غير صالحة أو غير أصلية مقلدة والتي تكون بأغطية وأغلفة وعروض مغرية جاذبة نفسيا وعاطفيا وماديا ومجتمعيا بشكل عام على يد الحسناوت وربات البيوت وبعض الفنانات للأسف وغيره وجميعهن نساء يستخدمن  كسلعة تستنزف بالإضافة إلى  ما  تبث  من أعمال درامية مكثفة تهدف إلى  تغيير الخطاب الفكري وبث روح التعاون وتبني الأفكار الهادفة التى من شأنها الحفاظ على العادات والتقاليد الاصيلة ، فلم يعلق في ذهن المشاهد إلا اللقطات المبهرة والكلمات المتناثرة والمغلفة بالإيحاءات المنافية للأخلاق. والصور الإباحية المخالفة لكل ما هو متعارف ومألوف أحيانا في مجتمعاتنا
 ويكون للمرأة دور بارز في الأعمال الدرامية  ، بل كذلك في المسابقات وبرامج التوك شو وبرامج الطبخ والماكياج وكأنها سلعة تباع وتشترى، حول هذا التحول وتهافت بعضهن لدخول عالم الشهرة بأساليب كانت في السابق تنعت بأسوأ  الألفاظ وتجسد بمواقف عدة منها صور لا أخلاقة لا ترضي المجتمع العربي المسلم .
 وما زالت بعض النساء يحرصن  على  التوازن في سلوكياتهن ، فيحرصن على جمع  الأصالة والمعاصرة في نمطية حياتها وفي استخدامها للأدوات التقنية الحديثة بشكل صحيح، لتسخرها لخدمتها  وللارتقاء بنفسها ولتسويق ذاتها بحكمة بشكل معقول دون اعتمادها على منظرها الخارجي ومفاتن جسدها لتعرضها للمجتمع بحجة المعاصرة ،كانت أمهاتنا  في السابق نموذج لامرأة معتدلة غير مقلدة لقشور الحضارة بحجة مواكبة العصر الحديث دون محافظة على التراث والعادات والتقاليد المتعارف عليها في مجتمعاتنا العربية وبقيت كذلك إلى أن ظهرت وسائل الإعلام التي تبيح المحظور فتعرضه على أنه مسموح ومرغوب بما يسيء لصورة المرأة .
وتأتي المؤثرات العصرية مثل التقنيات الحديثة  التي تحرض المرأة  على الانفتاح العصري واللامبالاة للأفواه الجائعة والعيون التائهة التي ترمقها لتسمعها كلمات الإعجاب المعسولة أحيانا لتجذبها إلى تيار جارف نحو الهاوية ،فتخرج عن إطار مجتمعها كي تكون سيدة معاصرة لتحظى بإعجاب الآخر ممن يضعون المرأة في متاهات الأزياء الفاضحة التي تبرز مفاتن الجسد التي هي خلقت للزوج فقط وللمحرمين عليها من أفراد أسرتها ،بحيث لا تكون سلعة رائجة بين أيدي الجميع ليستمتعوا بمنظرها الخارجي بقشور بالية دون تلمس الجوهر والبحث في الفكر والخلق والرتابة المقبولة في الحياة في إطار معاصر ،ولإنها أصبحت متاحة لغير ما هو مشرع دينيا ومجتمعيا لا ي رخيصة وسلعة بالية لا تصلح كزوجة ولا لتربية أسرية وإنجاب للأطفال لتكون مربية أجيال لمستقبل زاهر لمجتمع يحتاج لها بفكرها وخلقها وتربيته القائمة على الأعراف المتعارف عليها في إطار الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد العربية الأصيلة.
وللأسف أن في وقتنا الحالي كثيرات  أصبحن  يضحين  بكل شيء كييتصلن إلى قمم الشهرة الكاذبة في تنافس علني على مسابقات جمال وغيرها  لم تكون معهودة سابقا بحياتنا كما يحدث الآن، فمسابقات الجمال وعروض الأزياء ومسابقات النجومية بما تطلقه القنوات الفضائية من برامج لها مسميات غريبة عن مجتمعنا وهي منسوخة عن فضائيات غربية تمول من قبل جهات مجهولة بمصادر مختلفة ومسميات بدأت تكتسح الساحات معلنة عن جوائز النجوم والشهرة والمجد الكاذب، يجعلني أقول انها مؤامرة ممنهجة خاصة عندما نجد بعض الفتيات ينجرفن نحوها بتشجيع من الأهل أحيانا ،وبمغريات كبيرة تعتبرها بعضهن حلم تتمنى تحقيقه.  ولكن إلى أين المصير يا ترى
بعض النسوة  قد يصلن للمراتب الأولى بمن يكون وراءهن، والجواب لا بد أن يعرفه الجميع هو الجسد والسفور ، فكثيرات من المذيعات وقعن في فخ الشهرة وتحولن إلى مطربات باسم الفن ومن نادلة بمقهى إلى فنانة مشهورة  فتصحو على حلم الشهرة لتصبح راقصة في مقهى وما تعرضها القنوات الفضائية من أفلام ومسلسلات ما هي الا استنساخ لأفكار غربية تريد أن تفتك بمجتمعنا العربي الإسلامي كي ينفذ مخطط كبير بتشرذم النساء ليصبحن أدوات فتنة وفساد للشباب ويمتهن الإغراء  بإظهار جمالهن المكتنز ليكون لزوج شرعي لا زوج متعة عابر سبيل.
في ظل هذه التحديات على المرأة العربية  أن  تستيقظ من هذا الحلم كي لا تصحو  على غفوة خسرت فيها الكثير، منها أنوثتها و كرامتها التي ابتذلت كي تتنازل عن كثير مما قد كان سيحفظها ويجعلها محصنة يبحث عنها فارس أحلامها لا ليجدها على قارعة طريق أو مفترق طرق بل يجدها كالجوهرة الثمينة المخبأة بعيدا عن أعين ذئاب البشر ووحوش الشهرة وقشور المعاصرة والتقليد الأعمى، فلابد أن تعي مكانتها وتهتم بذاتها وتعتمد على مقوماتها الإبداعية في نطاق علمها وخبرتها العملية كي تحقق ذاتها وتقوم بواجبها الإنساني خير قيام.
وعندما نجد نخبة من بناتنا يستيقظن من غفوتهن ليقمن بدور التوعية لأخواتهن ونرى فضائية تحفظ للمرأة كرامتها غير استعراض الأزياء وفن الطهي وعمل لوحات ملونة في وجوههن بعيدا عن طبيعتهن التي خلقهن الله لها وتقوم بدورها الحقيقي الذي خلقت له في إعداد الأجيال المستقبلية بطريقة سوية قائمة على العلم والمعرفة والتحلي بالأخلاق الحميدة بدل الابتذال والسعي وراء متاهات المعاصرة المقنعة بمخاطر تهدد مستقبل المرأة وطموحها في تحقيق ذاتها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى