بدا نؤكد لا توجـــد (صداقة)حقيقية بين الرجل والمرأة!!،بل هناك حب، كراهية، عاطفة،قالها منذ عقود اوسكار وايلد،واصفا اياها بان مثل هذه الصداقة(صداقة الفأر مع القطة) وخاصة في المجتمع الشرقي المتحفظ 0فالصداقة كلمة تحمل الكثير من المعاني، وقد يستخدمها البعض وهم لا يعون قيمتها،وربما يتساءل اخرون إذا ما كانت الصّداقة متاحة بين الرّجل والمرأة، وإذا كان بالإمكان أن تبقى على مستوى هذه العلاقة المتّزنة، أم انّها قد تتحوّل إلى حبّ مع مرور الوقت،فالرجل يبحث عن غرائزه في علاقته مع المراة، والمراة تبحث عن الزوج في علاقتها مع الرجل،رغم ظهور بعض الاسر العريقة المثقفة الا ان التحفظات مازالت قائمة مع اختلاف درجات الوعي والتمسك بتقاليد المجتمع0رغم الاعتراف ان الصداقة حاجة إنسانية كونها توثق الترابط الإنساني في المجتمع، من هنا يمكن القول أن علاقة الصداقة بين الرجل و المرأة في مجتمعاتنا هي من الحالات التي لا يمكن إيجاد مكان بين طيات الشريعة الدينية ولن يكون لها أي أساس أو مبدأ تربوي، لان مجتمعاتنا مبنية على الغريزة الجنسية المكبوتة فالإنسان في هذه المجتمعات لا يتلقى التربية على أساس إنساني بقدر ما بتلقاه على أساس ديني يستمد روحه من النصوص القرآنية التي تؤكد على الإختلاف الجنسي (جندري) الذي يرفض أي تلاقي بين الجنسين كل هذا وفق نظرية الحلال إجتماع بين رجل وأنثى سيكون ثالثهما الشيطان
قال الباحثون إن المرأة تميل على الأرجح للنظر لصداقتها مع الرجل باعتبارها أفلاطونية، وأنها تأمل فقط أن تتطور لثمة شيء أكبر إن كانت هناك ثمة مشكلة في علاقتها الخاصة. وهي النتائج التي رأت صحيفة "التلغراف" البريطانية أنها جاءت لتعزز فكرة فيلم "When Harry Met Sally"، الذي أنتج عام 1989، والذي قال فيه هاري (بيلي كريستال ) لسالي ( ميغ ريان ) :" لا يمكن أن تكون هناك صداقة بين الرجل والمرأة لأن الجانب الجنسي دائماً ما يكون موجود". وأشار العلماء من جهتهم إلى أن نتائج الدراسة أظهرت وجود "تداعيات سلبية محتملة" للناس في العلاقات طويلة الأمد. وأضافوا أن تغيير الأنماط الاجتماعية في مجالات العمل والتعليم العالي ونشاطات وقت الفراغ شهد وصول الصداقات بين الرجل والمرأة إلى مستويات غير مسبوقة. وقال معدو تلك الدراسة، من جامعة ويسكونسين، إن الأفلام والبرامج التلفزيونية ساعدت في تثبيت فكرة أن الأصدقاء العاديين قد يصبحوا أصدقاء تربطهم ثمة مصالح وفوائد بين بعضهم البعض، وهم هؤلاء الأصدقاء الذين يمارسون الجنس فيما بينهم.
هنا نفهم لماذا بقيت علاقة الصداقة بين الرجل والمرأة من أكثر المسائل أو المفاهيم إشكالا والتي لا زال يدور حولها الجدال والخلاف، ونظرة مجتمعاتنا لهذه الظاهرة، بين مؤمن بها ورافض لها، فالكثيرين لا يؤمنون بوجود علاقة صداقة بيضاء ونبيلة بين رجل وإمرأة، ويبررون ذلك أن أكثر الصداقات بين الرجل والمرأة تتحول بمرور الوقت إلى علاقة حب والبعض منها تنتهي بالزواج. والبعض القليل من الناس ممن فهموا مفهوم الصداقة المجردة بين الناس بغض النظر إذا كان بين أفراد من الجنس الواحد أو بين الجنسين فهم يقدرون الصداقة كما هي على أنها علاقة إنسانية ذات قيمة أخلاقية نبيلة لا أهداف أو أغراض لها إنما تقاس بتوافق الأفكار والميول بغض النظر عن الجنس والمستوى الثقافي والإجتماعي..
السائد في بعض المجتمعات الشرقية والتي تدعي الإنفتاح أن المرأة هي المسؤولة عن توتر العلاقة بين الرجل و المرأة منذ الأزل و هي التي لا تتجرأ على تخطي حدود المجتمع خصوصاً فيما يتعلق بمسألة الصداقة بين الرجل و المرأة. وهي التي لا تتقن فن إقامة الصداقة بينها وبين الرجل، وذلك بسبب تربيتها الأسرية التي لا تساعد على إنماء شخصيتها مثل الرجل ولا ينمي لديها شعورالثقة بالنفس، ذلك أن تربية المجتمع هي أساساً تربية ذكورية تهيء الرجل ليكون القائد وصاحب المبادرة، وتهيأ المرأة جسدياً ونفيساً لكل ماهو أنثوي والذي يترجم في القاموس المعرفي لهذه المجتمعات بالضعف وهي أمور المنزل، تربية الأطفال وخدمة الرجل داخل المنزل، هذه الوظائف التي يعزلها عن العالم الخارجي بحيث لا تتعلم فن التعامل مع الجنس الآخر، وأن أي آخر بالنسبة لها يقاس بمقياس الفضيلة والرذيلة ومبدأ الحلال والحرام، فتفقد أي فرصة لكي تكتشف العالم الخارجي ولن يكون إحتكاكها إلا بالنساء من حولها، فلايجوز لها أي نوع من أنواع التواصل مع هذا الآخر وإلا ستقع في الرذيلة والخطيئة. في حين أن نفس الحالة تنطبق على الرجل، فهو ليس ببعيد عن المجتمع وعاداته وتقاليده وقيمه الدينية والإجتماعية، لكن الفرق هو أن الرجل في هذه المجتمعات وعلى أساس تربيته المجتمعية التي تصور له المرأة على أنها كائن للتمتع والخدمة، لذا نجده دائماً هو الجانب القوي و المرأة الجانب الضعيف، فهو صاحب القرار الأول في بناء العلاقة، وفي أغلب الأحيان يسيء فهم محتوى علاقة الصداقة، ويسيء التصرف كصديق بعيداً عن غرائزه، و في أكثر الأحيان يتخذ من صداقته مع المرأة سبيلاً للوصول إلى نوع آخر من العلاقة من أجل إشباع غرائزه. لأنه غالباً ما يخلط بين علاقة صداقة بيضاء وعلاقة مع إمرأة ما يقوده خياله معها إلى درجة أخرى من هذه العلاقة التي تؤدي إلى الحب والمعاشرة أو ربما قد تنتهي بالزواج، في حين أن مامن علاقة صداقة نبيلة تؤدي إلى الحب وتنتهي بالزواج و، حسب رأيي الشخصي فإن المرأة هي الأكثر تفهما للمعنى الحقيقي لعلاقة الصداقة بهذا المعنى، وإن المبادرة إلى تغيير إطار علاقة الصداقة تأتي غالباً من الرجل وليس من المرأة، وهذا يعني أن سوء فهم معنى الصداقة أو إستغلال الصداقة كطريق للوصول إلى غاية أخرى هي من سمات الرجل وليس المرأة.. ثم مايجعل علاقة الصداقة بين الجنسين من الأمور الأكثر إشكالاً هو ردة فعل المحيط بالمرأة إزاء علاقة إمرأة مع رجل كصديقين، أو بالعكس ردة فعل محيط الرجل أمام علاقة الصداقة التي تربط بينه و بين إمرأة. فمن خلال ملاحظاتي الشخصية إكتشفت أن المرأة هي أكثر صدقاً و مهارة في عملية التمهيد لإعلان صداقتها بالجنس الآخر في محيطها، في حين أن الرجل على العكس من المرأة لا يمهد، إنما يخوض تجارب الصداقة مع الجنس الآخر بشكل عشوائي و، في أغلب الأحيان يقيم علاقات صداقة قصيرة المدى، في حين ان المرأة عندما تصادق تضع في حسبانها أنها صداقة العمر، بعكس الرجل الذي لا يهتم بعمر الصداقة بقدر ما يهتم على ماذا يحصل و، بهذا المعنى الصداقة عند الرجل تخضع لمبدأ الأخذ والعطاء، أما عند المرأة فغالباً تخضع لمبدأ العطاء فقط وهذا هو سر الإشكال الذي يدور حول مثل هذه العلاقة الإنسانية في المجتمعات الذكورية، الذي يولد فهماً خاطئاً لشخصية المرأة.. من ضمن هذه الإشكاليات هو أن أكثر الرجال في الشرق خصوصاً الرجال الذين تزوجوا بعد علاقة صداقة مع زميلة عمل أو دراسة وتطورت العلاقة إلى حب وإنتهت بالزواج، فهذا النوع من الرجال وفق هذا التصور لا يسمحون لزوجاتهم بأن تصادق رجلاً سوى في حدود الزمالة أو على مقاعد الدراسة و، يؤمن بالصداقة مع الجنس الآخر لنفسه ومن أجل المتعة فقط، لذلك لا يؤمن به للنساء من حوله كزوجته، لكن للأسف هناك ظاهرة أكثر خطورة، وهي أن الرجل نفسه هذا الذي لا يسمح لزوجته بأن تصادق، يصادق هو النساء و هذا شيء طبيعي، لكن الشيء غير الطبيعي هو أنه لا يستطيع أن يكون هو نفسه ذلك الصديق لتلك المرأة بوجود زوجته، وهذه تسمى إزدواجية يعاني منها غالبية رجال الشرق، فبغياب زوجاتهم تجدهم يؤمنون بالصداقة وهم أوفى الأصدقاء، لكن بوجود زوجاتهم يعاملون الجميع وكأنهم غرباء بمن فيهم صديقاتهم النساء، ومع
الظروف الاجتماعية والمتعلقة بالدِّين والعادات والتقاليد، قد لا توجد فرصة لإقامة علاقة صداقة مكتملة الشروط، بين النساء والرجال في المجتمعات الشرقية، على الأقل بالنسبة إلى الرجل، لأن هاجس الرغبة يظل مخيّماً عليه، ولأن معظم الرجال ينظرون إلى المرأة من خلال شكلها وليس عقلها وثقافتها، وإذا وجدوا قبولاً منها، فإنّ العلاقة ربّما تأخذ منحى آخر". يُضيف: "حتى إنْ حصلت، فإن صداقة الرجل والمرأة لا تستمر طويلاً، وغالباً ما تنتهي بالزواج أو الفراق". يقول: "نحن كبشر نفشل في كثير من الأحيان في ضبط إيقاع مشاعرنا والتحكم فيها وتصنيفها في مكانها المناسب". لكنه يعود ليعترف بأن "هناك دائماً استثناءات، ولكن هؤلاء لايزالون أقلِّية" الإشكال أن الصداقة بين الرجل والمرأة في مجتمعاتنا الشرق أوسطية لا تتعدى حدود (الحالات) ولا تتطور إلى أرقى من ظاهرة، لأنها تبقى من الأمور التي تدور حولها السجال، و تحتاج إلى ثقافة ووعي عاليين وهي ثقافة مجتمع وليس ثقافة فردية، لأن حالات الثقافة التي يمكن الإشادة بها تبقى حالات فردية و لم تتطور إلى حالة مجتمعية مشبعة بثقافة ووعي جماعي..
تقول سمر فندي (متخصِّصة في علم الاجتماع): "إنّ المجتمع الشرقي لا يتقبّل مثل هذه الصداقات، لأنّه مجتمع ذكوري، وهناك قيود كثيرة تُعانيها المرأة، خصوصاً بعد الزواج. فالعلاقة بين الرجل والمرأة شكّلت هاجساً كبيراً في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، حيث يُنظَر إليها كأنّها "بُعبُع" كبير يُوحي بالويل والثبور وعظائم الأمور". توُواصل فندي: "للأسف. إنّ هذه النظرة الضيِّقة، سبَّبت بعض الخَلَل الفكري والعاطفي، ولم تخلق أسلوب حماية ذاتياً". وأشارات إلى أنّ "المجتمع الذي نعيش فيه، يتحفَّظ في نظرته على أشكال علاقة الرجل بالمرأة، في حين أنّ بعض المجتمعات الأخرى، وجدت أنّ الحديث عن العلاقة بين المرأة والرجل هو علم لا غنَى عنه، يجب إتقانه والاستفادة منه لحياة أفضل وتعامُل أسهل". وتضيف: "إنّ الصداقة الناجحة بين الجنسين تتطلّب الثقة المتبادَلة، كما أن توجيه الصداقة في مسارها الصحيح، يعود في الدرجة الأولى إلى التربية، وكيفيّة التعامُل والتواصَل مع الآخر والاختلاط، لاسيَّما في المجتمع الشرقي، الذي أغلبه يَتمتَّع بأرضيّة مسلمة، حيث بيّنت الحقوق لكلا الجنسين، وحدّدت الضوابط من دون الدخول في المحرّمات". وتؤكد فندي "أن التربية الصحيحة هي التي تَزرع في نفوس أبنائها الانفتاح، وفكرة الزيارالت المتبادلة بين الأقارب والأصدقاء حتى تنمو تلك الأفكار". تقول: "تَبقَى الصداقة وما تتَّسم به من شفافية وألفة، ذلك البَلسَم الجميل في المجتمع، وفي كل المجتمعات المتحضِّرة التي تعمل على توسيع آفاق هذا النَّسَق الحضاري في العلاقات، سواء أكان بين الرجال أنفسهم أو بين الرجل والمرأة، لإشاعة "فَضَاء" مجتمع يتَّسم بالتعاون والمشارَكة"، مُشدِّدةً على أنّ "الاعتقاد السائد بأنّ الرجال والنساء لا يُمكن أن يُصبحوا أصدقاء، يعود إلى الفترة الزمنية التي كانت النساء فيها تلازم المنزل، بينما يتوجّه الرجال إلى أماكن العمل". تُضيف: "أمّا الآن، فهم يعملون معاً، ولديهم اهتمامات مشتركة، كما أنّهم يشاركون في الأنشطة الاجتماعية". تتابع: "لذلك، فإنّ هذه النقلة الثقافية تشجع على وضع رسالة جديدة. فعلى الرغم من صعوبة الأمر، إلا أنّه يمكن للرجال والنساء أن ينجحوا في تحقيق صداقات متينة". وتَختم فندي بقولها: "إنّ الصداقة القائمة على احترام الدِّين والعُرف بين الرجال والنساء، ليست مُحتملَة فقط، لكنها ضرورية أيضاً. وإذا أراد الرجال والنساء أن يعملوا ويتعايشوا في المجتمع المتحضِّر، فيجب عليهم أن يتعلّموا كيفيّة التواصل مع بعضهم بعضاً. كما أنّ نجاح أي نوع من الصداقة قائمٌ على التفاهم والتكافؤ في المستويين التعليمي والاجتماعي".
*نعم--- المؤمنون والمؤمنات أخوة في الله تعالى، لكن لا يجوز للرجل أن يقيم علاقة صداقة خاصة بامرأة ليست محرما له ولا هي زوجته. وهذا لا يمنع أن يحب الرجل المرأة الصالحة في الله تعالى، وتحب المرأة الرجل الصالح في الله تعالى، فهذا من الإيمان ولكن لا يجوز أن يقام على أساس هذا علاقة ارتباط خاصة كما يكون بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة، يتصادقان ويفضي بعضهما إلى بعض بمكنون النفوس والأســرار والخصوصيات، لأن ذلك من مداخل الشيطان ولهذا قال صلى الله عليه وسلم موجها كلامه للصحابة الذين هم أبعد الناس عن الريبة "إياكم والدخول على النساء" قالوا يا رسول الله فالحمو، قال "الحمو الموت" ـ والحمو قريب الزوج، وهو تحذير نبوي من خطر العلاقات غير المنضبطة بين الجنسين، لا سيما وأن الحب في الله قد يختلط بشعور الأنس الغريزي والميل الفطري بين الجنسين، ويجعل الشيطان الحب الإيماني مدخلا إلى العشق الشيطاني. وقد قال بعض العلماء إن الشيطان يقيم تسعة وتسعين حيلة من الحق ليوقع فريسته بعدها في شرك الباطل، ومازالت أمة الإسلام لا تعرف التآخي الخاص بين رجل وامرأة، وإنما وقع في هذه الخدعة الشيطانية المتصوفة فأوردهم ذلك دكادك من النار والعياذ بالله تعالى. فعلى المسلم أن يحذر كل الحذر من مداخل الشيطان، لاسيما ومن المعلوم أن أشد مداخله خطرًا ما يكون من جهة الشهوة بين الجنسين، ولهذا فقد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من غيرها.