الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الكاتبة العراقية سارة السهيل: الإعلانات التجارية تهين كرامة المرأة

  • 1/2
  • 2/2


بغداد - " وكالة أخبار المرأة "

صرحت الكاتبة العراقية سارة السهيل، إن كل المجتمعات فى العالم شرقا وغربا مهما كانت ثقافتها ومرجعيتها الدينية، تقر بأن المرأة هى نصف المجتمع وشريكة رئيسية فى بناء حضاراته بما تملكه من عقل وتدبير وحكمة تصنع بها وتربى الأجيال.
وأكدت أن الحقائق الكونية أثبتت قدرات المرأة عبر العصور والحضارات فى النهوض بالمجتمعات وتبوأت أعلى المناصب بها حتى كانت ملكة وقاضية وطبيبة وقائدة طيارة وفيلسوفة وأديبة وفنانة، دون أن تتعارض قدراتها العقلية مع أنوثتها.
أوضحت أن المرأة العربية على وجه الخصوص ناضلت مع زميلها الرجل من أجل التحرر من الاستعمار الأجنبى فى مصر والجزائر وفلسطين، كما صمدت المرأة العراقية منذ الغزو الأمريكى وحتى اليوم فى رعاية أطفالها اليتامى وسط قصف وجرائم قتل يومى يرتكبها الإرهابيون، وتواجه المرأة السورية صنوف التهجير وحماية الصغار بكل قوة بعد أن فقدت عائلها نتيجة الصراع السياسى الدائر هناك.
وأضافت: تفلح المرأة المصرية والعراقية والتونسية الأرض بسواعدها لتجلب المنتجات الزراعية لأبنائها ومجتمعها، بينما تكافح المرأة الخليجية والأردنية لنشر التعليم فى المدراس والجامعات، وفى عالمنا المعاصر سعت فنون الدعاية التجارية لتقليص أدوار المرأة وقصرها جانبا واحدا وصورة نمطية واحدة، وهى المرأة الأنثى واستثمار جمالها فى ترويج السلع والمنتوجات المختلفة بأساليب رخيصة، حولت فيها المرأة إلى مجرد دمية يوظف جمالها وأنوثتها فى فنون عرض البضائع وجذب الزبائن، مع إلغاء كينونة المرأة كشريك فاعل للأسرة والمجتمع.
تابعت: يتفنن صناع هذه الإعلانات فى إنتاج بروموهات دعائية تجارية فى إبراز مفاتن المرأة ليقرنوها بمفاتن السلعة لجذب الجمهور على شرائها بوسائل رخيصة فى غفلة عن حقوقها الإنسانية فى الحفاظ على كرامتها وعقلها وثقافتها، بينما أثبتت الدراسات العلمية التى أجريت فى دول الشرق والغرب على حد سواء حقيقية أن الإعلانات الخليعة قد أساءت لكرامة المرأة حين تم استخدام جسدها للفتنة والإثارة وصارت رمزا للجسد والمعايير الاستهلاكية مثل الدمية التى لا عقل لها ولا فكر ولا دور سوى التسلية الرخيصة.
وشددت: لا تقبل أعتى الشعوب تحررا وحداثة أن تختزل الإعلانات التجارية صورة المرأة فى نمط أنثوى يحصرها فى جسد فتان، وفى صورة سلبية تنتهك كرامتها وتلغى ما يتمتع به هذا الكيان الإنسانى الجميل، من علم وعقل وفكر وثقافة وأدوار مهمة فى تعمير الأرض والارتقاء بها، لكن الأزمة الكبرى أن الأجهزة الرقابية لم تمنع رأس المال من استخدام المرأة كسلعة بعرض مفاتنها بجوار بيع السلعة المعلن فيما يشبه تجارة "الرقيق الأبيض"، وتتحول فيها المرأة من عفيفة طاهرة إلى مهانة وعديمة الكرامة.
ودعت إلى شن حملات تناهض الاستخدام الرخيص للمرأة فى الإعلانات التجارية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى