عمان - " وكالة أخبار المرأة "
أكد رئيس مجلس النواب الأردنى عاطف الطراونة اليوم الخميس أن المنطقة لا تزال تعانى من سياسات ومفاهيم ربط الإرهاب بالإسلام الذى هو أطهر من أن تلصق به تلك التهم، داعيًا إلى ضرورة أن تأخذ المرأة العربية دورها فى التصدى لتلك المفاهيم خصوصا تلك التى تستهدف المسلمين العرب.
وقال الطراونة - خلال لقائه وفد البرلمانيات البحرينى المشارك في قمة (المنتدى العالمى للنساء فى البرلمانات 2016)، برئاسة رئيسة اللجنة التشريعية والقانونية فى مجلس الشورى البحرينى دلال جاسم الزايد، إن أمام البرلمانيات العربيات تحديات جسام وهم وطنى وقومى كبير يتطلب ترسيخ مفهوم وجود المرأة كخط دفاع أول عن الأجيال بمواجهة الإرهاب والتطرف.
من جهتها، ثمنت الزايد مواقف المملكة الأردنية الداعمة لمختلف قضايا الأمة العربية والإسلامية، وأعربت عن إعجاب الوفد البحريني بمستوى التنظيم العالي للقمة الذى أتاح فرصة الالتقاء بقيادات برلمانية عالمية لتبادل الخبرات والتجارب.
وعلى صعيد القمة التي تواصل أعمالها لليوم الثاني على التوالي بمشاركة نحو 260 من القيادات البرلمانية والسياسية النسائية يمثلن 89 دولة عربية وأجنبية، قالت رئيس كوسوفو السابقة عاطفة يحيى أغا إن مستقبل المجتمعات كاملة مبني على مشاركة النساء والرجال على حد سواء بجميع مناحى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية، وكذلك تلك التى تعمل على بناء مفاوضات السلام ومنع الحروب والنزاعات.
وأكدت آغا أهمية العمل المشترك بالنسبة للمرأة ودورها في منع النزاعات والحروب وبناء السلام، قائلة "إننا بحاجة أيضا إلى عالم فيه حقوق متساوية للجنسين؛ فالمرأة رائدة أعمال فى شتى المجالات وناشطة بمجال حقوق الإنسان".
بدورها، قالت نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماري كيفينيمى إنه لا يمكن استدامة النمو الاقتصادى دون مشاركة النساء، ويجب أن تكون هناك قوانين فعالة ويمكن مراقبتها تضمن مشاركة المرأة فى الحياة العامة.
وأضافت كيفينيمي - التي شغلت منصب رئيس وزراء فنلندا في عامي 2010 و2011 - أن نسبة تمثيل النساء فى الحياة التشريعية في العالم كله لا تتجاوز 6.22%، فيما تصل نسبة المرأة التي ترأس برلمانات حول العالم إلى 8.17%.
وقد عُقدت اليوم على هامش أعمال القمة جلسة عامة بعنوان "الوعد بالسلام.. أثر النساء في منع النزاعات وحفظ السلام وحل النزاعات"، أدارها المدير التنفيذى العام للمنتدى العالمي للنساء في البرلمانات ريك زيدنيك، وتحدث فيها منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية بالأردن إدوارد كالون، قائلا إن "دور المرأة فى عملية بناء السلام حول العالم لا يزال ضعيفا"، مشيرا إلى أن المرأة تتقلد مناصب أقل من تلك التي يتقلدها الرجال والمتعلقة بصنع السلام.
وأكد كالون أنه من أجل استدامة السلام، يجب مشاركة المرأة فى ذلك، ودعمها لممارسة دورها فى عملية منع النزاعات والصراعات وبناء سلام يعم مختلف أرجاء الكرة الأرضية، مشددا على أهمية مشاركة المرأة فى المنظمات غير الحكومية فى العمليات السياسية وبناء السلام ومنع النزاعات.
كما تحدث المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي للمرأة والسلم والأمن بينيتا ديوب، قائلا إن "المرأة دائما جزء من الحل السياسى للسلام، فهي تستطيع أن تحرك الجبال، وبالتالى يجب دعم تسيير عملها وتعزيزه"، مؤكدا أن الوقت حان للعمل والمساءلة.
من جانبها، قالت الممثل الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسى (ناتو) للنساء والسلام والأمن ماريت شورمان إن المرأة عامل في التغيير، فهي صانعة سلام وتمتلك خبرة وقدرة وعلما يجعل لها قيمة مثل الرجال.
من ناحيتها، شددت المستشارة الرئيسية بمكتب الشؤون الخارجية الأوروبية المعنية بالجندر مارا ماريناكي على ضرورة أن يكون هناك "تنسيق أفضل ومتجانس في طريقة التعامل، وقيادة أقوى للمرأة، وهذا دور السياسى والبرلمانيات للعب دور بشأن ذلك"، داعية إلى مشاركة أوسع في موضوع الأمن والسلام، ودور أكبر للمرأة فى الوقاية من النزاعات، مؤكدة ضرورة أن يكون للنساء دور أكبر وفعال فى مفاوضات السلام.
وناقش المشاركون في أعمال القمة - خلال الجلسة العامة - قضايا الهروب والهجرة والإدماج، وحلول السياسة من جانب القيادات النسائية لأزمة اللاجئين، بمشاركة رئيسة مالطا مارى لويز كوليرو بريكا، كما بحثوا التحديات التى واجهت اللاجئات الإناث فى ظل اختلافها عن التحديات التى يواجهها اللاجئون الذكور.