عمان - " وكالة أخبار المرأة "
تواصلت أمس أعمال قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات 2016، لليوم الثاني على التوالي، بمشاركة نحو 260 من قيادات برلمانية وسياسية نسائية يمثلن 89 دولة عربية وأجنبية.
وقالت رئيس جمهورية كوسوفو السابقة عاطفة يحيى آغا إن مستقبل المجتمعات كاملة مبني على مشاركة النساء والرجال على حد سواء بجميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية، وكذلك تلك التي تعمل على بناء مفاوضات السلام ومنع الحروب والنزاعات.
وأضافت إن المرأة تلعب دوراً مهماً في جميع المجالات فهي قادرة على عمليات مهمة، فالمرأة التي تتحمل رعاية أطفالها وأسرتها وبيتها ضحت وبذلت الكثير، تستحق الوقوف معها ومساندتها للوصول إلى أعلى المراتب.
وفيما أكدت آغا أهمية العمل المشترك بالنسبة للمرأة ودورها في منع النزاعات والحروب وبناء السلام، قالت إننا بحاجة إلى عالم فيه حقوق متساوية للجنسين، فالمرأة رائدة أعمال في شتى المجالات وناشطة بمجال حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الأردن يعتبر مثالاً يُحتذى به في منطقة الشرق الأوسط.
من جهتها، قالت نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماري كيفينيمي إنه لا يمكن استدامة النمو الاقتصادي دون مشاركة النساء، إذ يجب أن تكون هناك قوانين فعالة ويمكن مراقبتها تضمن مشاركة المرأة بالحياة العامة.
وأضافت كيفينيمي، التي شغلت منصب رئيس وزراء فنلندا ما بين عامي 2010 و2011، إن هناك تحديات تمنع المرأة من الحصول على تمثيل حقيقي في الحياة السياسية الذي تستحقه كعدم الالتزام وشح التوعية والقبول بشأن ذلك.
ولفتت إلى أن نسبة تمثيل النساء في الحياة التشريعية بالعالم كله لا تتجاوز 6ر22 بالمئة، فيما تصل نسبة المرأة التي ترأس برلمانات حول العالم الى 8ر17 بالمئة، موضحة أن عدم مشاركة النساء سيكلف كثيراً.
وعقدت اليوم على هامش أعمال قمة المنتدى جلسة عامة بعنوان "الوعد بالسلام:
أثر النساء في منع النزاعات وحفظ السلام وحل النزاعات"، أدارها كبير المسؤولين التنفيذيين بـ "يوراكتيف" المدير التنفيذي العام للمنتدى العالمي للنساء في البرلمانات ريك زيدنيك.
وقالت النائب ريم أبو دلبوح إن للمرأة دورا واضحا في حفظ السلام ومنع النزاع أينما وجد، مؤكدة أهمية المرأة، التي تعتبر جزءا من الحل، في المساهمة بمفاوضات السلام، وجزءا من العملية الانتقالية بعد النزاع.
وأضافت إن الأردن يعد من البلدان الرائدة على المستوى العالمي في حفظ السلام الدولي، فهو أحد العشرة الأوائل في قوات حفظ السلام، مشيرة الى أن الاردن تبنى خطة عمل وطنية لمعالجة العنف ضد المرأة من خلال تشريعات وقوانين تعمل على معالجة ذلك، فضلاً عن إجراء التعديلات اللازمة لتعزيز مشاركة المرأة في السياسة كتضمين الكوتا النسائية في قوانين الانتخاب واللامركزية والبلديات.
بدوره، قال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية بالأردن إدوارد كالون إن دور المرأة في عملية بناء السلام حول العالم لا يزال ضعيفاً، مشيراً إلى أن المرأة تتقلد مناصب أقل من تلك التي يتقلدها الرجال والمتعلقة بصنع السلام.
وأكد أنه من أجل استدامة السلام يجب مشاركة المرأة في ذلك، ودعمها لممارسة دورها في عملية منع النزاعات والصراعات وبناء سلام يعم مختلف أرجاء الكرة الأرضية، مشددا على أهمية مشاركة المرأة في المنظمات غير الحكومية في العمليات السياسية وبناء السلام ومنع النزاعات.
فيما أكد المبعوث الخاص للاتحاد الافريقي للمرأة والسلم والأمن بينيتا ديوب أن المرأة دوماً جزء من الحل السياسي للسلام، فالمرأة تستطيع أن تحرك الجبال، وبالتالي يجب دعم تسيير عملها وتعزيزه، قائلاً إن الوقت حان للعمل والمساءلة.
من جانبها، قالت الممثل الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" للنساء والسلام والأمن ماريت شورمان إن المرأة عامل في التغيير، فهي صانعة سلام، وتمتلك خبرة وقدرة وعلما يجعل لها قيمة مثل الرجال.
وتساءلت "علينا أن نستمع بعقل وذهن منفتحين، بدون تصنيف المرأة ووضعها بقالب مسبق، ما هي المشاكل والتحديات التي تقف عائقاً أمام استلام المرأة لمناصب متقدمة في عملية صنع السلام؟".
في حين قالت المستشارة الرئيسة بمكتب الشؤون الخارجية الأوروبية المعنية بالجندر مارا ماريناكي "يجب أن يكون هناك تنسيق أفضل ومتجانس في طريقة التعامل وقيادة أقوى للمرأة، وهذا دور السياسي والبرلمانيات للعب دور بشأن ذلك"، داعية إلى مشاركة أوسع بموضوع الأمن والسلام، ولدور أكبر للمرأة في الوقاية من النزاعات، مؤكدة ضرورة أن يكون للنساء دور أكبر وفعال بمفاوضات السلام.