الكاتب الصحفي: لحسن كوجلي - المغرب - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

لاغرابة في الامر ان قلنا ان المراة المغربية تتمع بمساحة كبيرة من الحرية اكثر من نظيراتها في باقي الدول العربية, لما تعيشه وتتنفسه من الهواء الذي تهوى من اقصى اليمين الى اقصى الشمال. ففي غياب فهم المعنى الحقيقي للحرية في المغرب, اضحت كل النسوة يسقن انفسهن حيث يعشقن بدون رقابة متزمتة و لا عراقيل سياسية. قبل سنوات خلت, كانت حياة المراة المغربية مرتبطة باخلاق وعادات المحيط الذي تعيش فيه. الان ومع التقدم الصاروخي الذي عرفته البشرية وموقع المغرب الاستراتيجي المطل على الثقافة الغربية, ضف اليهما الثقافة الاعلامية الدخيلة على البيوت عبر التلفاز والمواقع التواصلية وسياسة البلد السياحي, اصبحت جميع الفتيات تعيش نفس الحالة رغم اختلافهن الطبقي. اذ يصعب على المرء التفريق بين الفتاة الغنية و الفقيرة اذا اسبعدنا المراة الريفية والاطلسية من السباق باعتبارهن مرجع الثقافة الاصلية ونواة الهوية المغربية التي لا تتغير لونها وطعمها لعدة اعتبارات. المراة في باقي المناطق, يمكنها ان تسير بالسرعة والطريقة واللبس الذي تريده في كل زمان ومكان, في الصباح او في المساء, في الصيف او في الشتاء, تصلي او تشرب الخمر تلبس النقاب او تتعرى بدون قيد او شرط, ساعدهن في ذلك املاءات القوى الخارجية العظمى المطبلة لحقوق المراة والمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع الاجتماعي. المراة في المغرب لم تعد تكتفي بالمطالبة بحقها في المساواة, بل اضحت مدافعة عن المثلية وحقوق الشواذ, ولعل ما حققته بعض الحقوقيات من انجاز في قضية ما بات يعرف دوليا بمثليي بني ملال و فتاتي اكادير, سيقوي وضعية المراة في المغرب لتطالب بالمزيد من الحقوق التي كانت بالامس القريب محرمة عقائديا في البلاد. نحن الاباء, اصبنا بدهول كبير حيال هذه المعظلة, اذ لم نعد قادرين على فعل شىء, اصبحنا قدامى ومنتهين الصلاحية في نظر بناتنا, لم يعدن يرضين بالملابس التي نختارها لهن, فرض علينا ان ننظر الى عوراتهن دون كلام, ومن تجرأ منا الحديث جوبه بوابل من التحرشات الكلامية, من قبيل اي رجل انت يا فقير, ياحقير, لم تستطع ان تحقق لنا ابسط الاشياء, فموتك اشرف لنا من ان نعيش بين تربيتك البئيسة والمملة…