د.سامية أبو النصر - القاهرة - وكالة أخبار المرأة "

يظن البعض خطأ أن عقل المرأة أقل قدرة من عقل الرجل، لكن أثبتت الدراسات أن عقل المرأة يتميز عن عقل الرجل فى كثير من المجالات إذا ما أتيحت له الفرصة، هذا ما أكدته الندوة التى أقيمت مؤخرا بساقية الصاوى بعنوان المرأة والفلسفة إحتفالا باليوم العالمى للمرأة
د. الصاوى الصاوى أستاذ الفلسفة بجامعة قناة السويس يقول: أكدت دراسة أجراها لغويون إنجليز أن المرأة تستخدم التعبير فى اتجاه العمق بينما الرجل يستخدمه فى البعد وضربوا مثلا لذلك بأن المرأة إذا عبرت عن البحر مثلا فإنها تقول إن البحر جميل جدا، بينما يصفه الرجل بالواسع وهذا يدل على تعميق صفات البحر عند المرأة، وتفكير الرجل يدل على التفكير بعيد المدى، فكليهما يستخدم العقل ولكن لكل منهما إتجاهه وهذا يرجع إلى أن مخ الرجل أوسع من مخ المرأة، ومخ الرجل يزيد على مخ المرأة بمقدار مائة جرام. كما تشير الدراسات إلى أن المرأة عندما تفكر تستخدم جميع خلايا المخ، بينما الرجل فيستخدم بعضها، وهذا يرجع إلى أن الألياف العصبية فى دماغ المرأة أكثر سمكًا من الرجل مما يتيح لها تدخلا أكثر بين الحس العاطفى الموجود فى الجزء الأيمن من الدماغ مع الجزء الأيسر وهو التفكير المنطقى لذلك يقوم دماغ المرأة بعمليات الاتصالات أكثر من الرجل. ومن أسباب الاختلاف بين عقلى المرأة والرجل أن مخ المرأة يتميز بزيادة شبكات الاتصال أكثر من الرجل وهذا يعنى أن النساء أكثر تأثرًا بالتجارب العملية من الرجل وأكثر احتفاظًا وتذكرًا لها، لهذا فمن الصعب أن تنسى خاصة التجارب المؤلمة وهنا يمكننا القول إن عقل المرأة إذا تخلص من سيطرة العواطف الزائدة عن الحد استطاع أن يكون أكثر قدرة من عقل الرجل فى التغلب على كثير من الأمور، ولهذا نجد بعض النساء اللاتى لديهن العواطف والمشاعر ضعيفة أو محجمة لديهن قدرة عقلية قوية، ويستطعن التفوق على الرجال فى كثير من القضايا الفكرية، والثقافية والسياسية وقيادة المؤسسات والبحث العلمى.
ويضيف د.الصاوى أن النساء ثلاثة أنواع: إما أن تكون عقلانية بدرجة كبيرة، وتكون العواطف ضعيفة.. أو أن تكون عاطفية جدًا على حساب القدرات العقلية.. أو تكون إمرأة طبيعية متوازنة العقل والعواطف.
أما عن الخصائص العاطفية فأهم ما تتميز به المرأة نفسيا المشاعر الرقيقة، الحنان، وحب التضحية من أجل الآخر، فهى أسرع تأثرا وانفعالا وأدق شعورا بالألم، وقد غرس الله هذه المشاعر فى المرأة كى تستطيع القيام بدورها فى إعطاء الحنان والعطف لزوجها وأبنائها وكل من حولها، فهى السكن والمودة والرحمة.. أما قدرة المرأة على الصبر والمثابرة يجعلها تتحمل ما لا يستطيع الرجل تحمله مما يجعلها أكثر قدرة على الصمود أمام متاعب الحياة.. ويضيف: المرأة دائما تشعر بالحاجة إلى الآخرين وإن كانت لا تظهر ذلك عكس الرجل الذى يرفض ذلك، رغم أنها مصدر الحنان والعواطف لذلك نجد أنها أكثر عرضة للأمراض النفسية بسبب تأثرها السريع بأى موقف من شأنه التعارض مع عواطفها ومشاعرها وفطرتها.
كما تتفوق المرأة فى مهارات التواصل والتعايش مع الآخر والتأقلم بسرعة، لهذا نجد فى كثير من المجتمعات أن بعض الأزواج يستعين بزوجته فى قضاء بعض المصالح لقدرتها على التواصل مع الآخر.
هذا الاختلاف هو سبب التوافق والانسجام مع الرجل والاحتياج للآخر ليكمله.. هذا الاختلاف قمة العدل كما قال المفكر اليونانى أفلاطون «العدل قائم على عدم المساواة»، وكما قيل الاختلاف بين الناس رحمة.
تحدثت د. نادية زخارى وزيرة البحث العلمى الأسبق خلال الاحتفال عن أهم الشخصيات النسائية التى حققت نجاحا سياسيا وثقافيا فى مصر أمثال د.عائشة عبدالرحمن، د. رتيبة الحفنى،سميرة موسى أول مصري تحصل على الدكتوراه ود.زهيرة عابدين أول طبيبة أطفال تخرجت من كلية الطب، درية شفيق الفيلسوفة والشاعرة، هدى شعراوى مؤسسة الاتحاد النسائى المصرى وغيرهن.
وقالت إن هناك معوقات تواجه المرأة من عدم تسليط الضوء سياسيا، عدم تعليم المرأة خاصة فى القرى، فلابد من تشريعات تحمى المرأة كما على الإعلام تحسين الصورة الذهنية عن المرأة فى المجتمع المصرى وتوعيتها أيضا.