" وكالة أخبار المرأة "
هناك العديد من الأسباب الوجيهة للتمسّك بالحركة البدنية، غير المرتبطة فقط بالحفاظ على جسم رشيق ومتناسق، إنما الأهمّ بتحسين الدورة الدموية والتأثير إيجاباً في مختلف أعضاء الجسم بما فيها القلب والدماغ. لكن ما النتيجة الأخيرة المهمّة التي تمّ التوصّل إليها، والتي تعني مباشرة النساء؟
من المعلوم أنّ الرياضة تساعد على خفض خطر الإصابة بسرطان القولون، والثدي، والمبيض، وبطانة الرحم، وهذا التأثير الوقائي موجود حتّى عند السيطرة على معدلات البدانة والتدخين. لكنّ دراسة جديدة أجراها باحثون من «Roswell Park Cancer Institute» في نيويورك وجدت أنّ الحركة المنتظمة قد تساعد أيضاً على الوقاية من سرطان عنق الرحم.
ليس من الواضح ما الرابط بين النشاط البدني وسرطان عنق الرحم، غير أنّ الأبحاث السابقة أظهرت أنّ النساء اللواتي يمارسن الرياضة كنّ أيضاً أكثر ميلاً لإجراء فحوصات متعلّقة بسرطان عنق الرحم، مُقترحةً وجود علاقة بين أنماط الرياضة الجيّدة والعادات الصحّية الوقائية.
وفي تفاصيل الدراسة التي نُشرت في «Journal of Lower Genital Tract Disease»، حلّل الباحثون 128 امرأة صاحبات البشرة البيضاء مصابات بسرطان عنق الرحم تمّت معالجتهنّ في «Roswell Park Cancer Institute»، وقارنوهنّ بـ512 امرأة من نفس العمر والعرق يُشتبه بأنهنّ سيتعرّضن لنمو غير طبيعي جديد ولكنهنّ لم يُشخّصن بسرطان عنق الرحم.
ملأت كل نساء المجموعتين إستبياناً عن مستويات الرياضة التي يمارسنها، وفق إرشادات النشاط البدني للأميركيين عام 2008 التي توصي بممارسة ما لا يقلّ عن 150 دقيقة من الرياضة المعتدلة في الأسبوع، أو 75 دقيقة من تمارين الأيروبك القويّة في الأسبوع، أو مزيج من الإثنين. النساء اللواتي مارسن الرياضة لأقلّ من مرّة أسبوعياً، أو 4 مرّات في الشهر، صُنِّفن بأنهنّ غير نشيطات.
بعد تحليل النتائج، وجد العلماء أنّ المجموعة التي أُصيبت بسرطان عنق الرحم زاد لديها احتمال الإدلاء بأنها غير نشيطة بمعدل تخطّى الضعف مقارنةً بنظيرتها التي لم تُصب بهذا المرض.
وقالت أستاذة علم الأورام في قسم الوقاية من السرطان والسيطرة عليه في «Roswell Park Cancer Institute»، كيرستن مويستش، إنّ «هذه الدراسة تُعتبر مهمّة لأنها تُظهر أنّه بإمكان النساء تغيير بعض الأمور التي قد تؤثّر في خطر إصابتهنّ بسرطان عنق الرحم لاحقاً خلال حياتهنّ. بمعنى آخر، يجب على النساء القيام بشيء ما، وأنّ أيّ مستوى من الرياضة يؤدي دوراً ملحوظاً».
وأضافت أنّ «النساء يشعرن غالباً بالحيرة والإحباط بشأن التوصيات المتعلّقة بالرياضة، ما قد يدفعهنّ إلى عدم القيام بأي شيء لأنهنّ قد يشعرن بالعجز عن التمسّك بهذه النصائح. لكن في الواقع، أكّدت دراستنا أنّ النشاط البدني ينضمّ إلى فحص سرطان عنق الرحم، وعدم التدخين، والحصول على لقاح «HPV» باعتبارها خطوات فعّالة يمكن لكلّ امرأة التزامها لخفض خطر تعرّضها لهذا المرض».
كيف يمكن لهذه الخلاصة أن تؤثّر في كلّ امرأة؟ وفق تقديرات جمعية السرطان الأميركية، يوجد نحو 12990 امرأة سيُشخّصن بسرطان عنق الرحم، ونحو 4120 سيَمُتن بسببه. معظم الحالات يتمّ تشخيصها لدى النساء في منتصف العمر، أي اللواتي يبلغن أقلّ من 50 عاماً، وأكثر من 15 في المئة من الحالات وُجدت بين النساء اللواتي تخطّين 65 عاماً.
وبحسب إرشادات جمعية السرطان الأميركية، إنّ أفضل طريقة حتى الآن لتفادي سرطان عنق الرحم هي الخضوع لفحوص صحّية منتظمة حيث يمكن للطبيب إجراء مسحة عنق الرحم واختبار «HPV» لرصد احتمال وجود خلايا قد تصبح سرطانية. وفي مثل هذه الحال، تعالج هذه الخلايا بطريقة تمنع تحوّلها إلى سرطان عنق الرحم.
وإذا أكّدت دراسات مستقبليّة إضافية النتيجة التي توصّل إليها أخيراً العلماء من «Roswell Park Cancer Institute»، لا شكّ في أنّ الرياضة المنتظمة ستندرج ضمن لائحة الأمور التي يجب على كلّ امرأة التمسّك بها لتفادي تحوّل الخلايا إلى السرطان في المقام الأول.