الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أول امرأة تتولى قائممقام حلبجة في العراق منذ قرن من الزمن

  • 1/2
  • 2/2


حلبجة (العراق) - " وكالة أخبار المرأة "

 قبل قرن من الزمان شغلت عادلة خانم خلال أعوام 1909 - 1915 منصب قائممقام حلبجة كأول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ كردستان والآن يمنح المنصب مرة أخرى لإمرأة، فيما يتطلع الأهالي إلى أن تعيد نوخشة ناصح، السيدة الجديدة، "العصر الذهبي" لعهد عادلة خانم في المدينة.
كانت عادلة خانم (1859 ـ 1924) شخصية متنفذة وتدير عشيرة الجاف وهي من أكبر العشائر الكردية وهي زوجة عثمان باشا الجاف حاكم حلبجة آنذاك وأم لشاعرين مشهورين هما احمد مختار الجاف وطاهر بيك الجاف.
وقد أطلق عليها الانكليز "ملكة شهرزور غير المتوجة" عند توليها منصب القائممقام.
ويشير المؤرخون إلى أن عادلة خانم كانت تحب الاعمار وتطوير العلوم والتعليم لدى توليها منصب القائممقام فأنشأت مدارس وأسواقا ومبان كبيرة في حلبجة وحولتها من قرية صغيرة إلى مدينة عامرة وأقامت فيها العديد من الحدائق والمتنزهات.
ويعتز أهالي حلبجة بالحقبة التاريخية التي كانت فيها المتنفذة الأولى امرأة أنجزت الكثير من الأعمال المهمة من أجل المدينة إذ أقاموا لها نصبا تذكاريا، كما تولت نساء عديدات مناصب إدارية رفيعة في المدينة إلا أنهن لم يصلن إلى مستوى منصب القائممقام.
وقالت كويستان أكرم نائبة رئيس بلدية حلبجة وهي إحدى النساء المتنفذات في المدينة في مجالها "كانت عادلة خانم امرأة ناجحة في مجال الإدارة وقامت بأمور مهمة خلال توليها منصب القائممقام وكانت في الوقت نفسه ربة بيت وقد نجحت في كلا المجالين".
وأضافت "لقد أثبتنا منذ القدم انه لا فرق بين المرأة والرجل وقد عملت النساء في الخارج جنبا إلى جنب مع الرجال وابرز مثال على ذلك هي عادلة خانم".
وكان الوصول الى المنصب الذي وصلت إليه عادلة خانم حلم الكثيرات من نساء حلبجة من دون ان يتمكنَ من الوصول اليه حتى السابع والعشرين من نيسان/ابريل من هذا العام حين نصبت امرأة أخرى باسم نوخشة ناصح كقائممقام في المدينة.
وشغلت نوخشة أثناء عملها العديد من المناصب الأمنية والإدارية وتولت إدارة ناحية بيارة التابعة لحلبجة لمدة سبعة أعوام وهي الآن المرأة الوحيدة في كردستان التي تتولى منصب قائممقام.
ومع اعتزاز نوخشة بتوليها منصبا إداريا مهما إلا ان ما يسعدها اكثر هو أنها المرأة الثانية في مدينتها التي تتولى منصب قائممقام، وحول ذلك قالت أن "تولي منصب القائممقام من قبل النساء في حلبجة ليس أمرا غريبا فقد دعم أهالي المدينة المثقفون النساء دوما وهناك أمثلة بارزة حول ذلك".
وعبرت نوخشة عن عدم رضاها بشأن المناصب الإدارية التي تمنح للنساء في إقليم كردستان ورأت ان النساء اثبتن نجاحهن في اعمالهن الى جانب الرجال من خلال تجربة الإدارة في الإقليم فهي تتطلع إلى ازدياد عدد مثيلاتها.
وأضافت "لقد عملت النساء في حلبجة وهورامان الى جانب الرجال في الحقول والسهول منذ القدم أما الآن فهن يعملن كالرجال في الإدارة وتولي المناصب الإدارية، وقد كان رأي النساء في هذه المنطقة مسموعا دوما ويشاركن في المحافل".
أما أهالي حلبجة فأن ما يهمهم هو أن تتمكن القائممقام الجديد من تطوير مدينتهم للوقوف على قدمها لاسيما وانها تعتبر إحدى أكثر المدن تدميرا في إقليم كردستان بعد القصف الكيمياوي آذار/مارس 1988 ولا توازي الخدمات المقدمة إليها تضحياتها.
ولدى أهالي حلبجة امتعاض كبير من تهميش سلطات إقليم كردستان للمدينة وقد نظموا حتى الآن العديد من التظاهرات الاحتجاجية كانت أبرزها في شهر آذار/مارس من عام 2006 التي وصل الأمر فيها الى حرق "النصب التذكاري للشهداء" والذي يرمز إلى خمسة آلاف من ضحايا المدينة كما جرى تنظيم تظاهرات احتجاجية في معظم الأعوام وكانت المدينة إحدى المدن التي شهدت العام الحالي احتجاجات بسبب تأخر الرواتب.
وتواجه نوخشة ومسؤولو المدينة الآخرون مهمة صعبة لتهدئة غضب الجماهير وخدمة المدينة.
وقالت نوخشة حول ذلك "تتمثل خطتي في إنعاش المدينة وتحديد ومراقبة الأسعار في الأسواق والحفاظ على الأمن في المنطقة وهناك العديد من المشاريع المعدة للتنفيذ ولكن الأزمة المالية حالت دون ذلك".
ويتمثل جزء آخر من خطط نوخشة كما تقول في "التشجير وزيادة المساحة الخضراء في المنطقة ومنع التجاوزات حيث حدث تجاوز كبير على الأملاك العامة كما نعمل على تقديم مزيد من الخدمات والتوعية للنساء".
وتريد القائممقام الجديد لحلبجة كما تقول أن تصبح مثالا لإدارة النساء الناجحة في حلبجة وكردستان وستظهر الأيام القادمة ما اذا كان القائممقام الخامس والخمسون والمرأة الثانية في المنصب تستطيع حمل الحمل الثقيل الذي خلفته عادلة خانم أم لا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى