تحقيق: نهاد الحديثي - بغداد - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
قبل ايام كنت اتحدث مع احدى صديقات الفيس ، و هي تونسية ، واعلمتني انها خطبت لصديق لها مصري الجنسية عن طريق الفيس،،، كما عرضت احدى القنوات حفلة زفاف رائعه في نهر دجله وحتى ان الشرطه البحريه او النهريه لا عرف شاركت في حماية المحتفلين المهم ان الاذاعه سلطت الضوء على ان العرسان تعارفا عن طريق الفيس بوك بعلاقه ل3 سنوات
ونتساءل --- هل الفيس بوك والنت هو طريق ناجح لاقامة علاقه رصينه مثل الزواج ؟ اكيد سمع هذا الخبر بعض المراهقات وحتى غير المراهقات ممن فاتها القطار ستبدا تحلم احلام ورديه وستتجه الى الجات والكل يعرف ماذا تحتوي غرف الجات ربما سيكن ضحايا لاناس ضعفاء اخلاق ومن منا لم يسمع عن ضحايا الجات من النساء الاتي لضعفن وصل بهن المستوى للاعتداء لانهن وثقن باشخاص كذابين ومخادعين فليس كل من يدخل الماسنجر هو شخص واعي ومثقف ويتقي الله في اعراض الناس ويستغل التكنلوجيا فيما يفيد ويتقي الله....
لم يكن الزواج يوما قرارا سهلا بالنسبة لكثيرين. فعلى الرغم من أنه يشكّل هدفا تلقائيا للذين تربط بينهم علاقة حبّ، فإنه في غالبية الأحوال يطلق عليه اسم «القفص». وربما هذا ما يثير خوف المقبلين على هذه الخطوة على الرغم من أن كلمة «الذهبي» مرادفة له. الباحثون الاجتماعيون يعيدون سبب الخوف إلى أن كلمة قفص تعني السجن أو القيود التي يقبلون عليها عن سابق تصور وتصميم. الخوف من هذه الخطوة، ودائما حسب رأي العلماء، أمر بديهي لأن الإنسان بشكل عام يصاب بالقلق عندما يقوم بأي تغيير يتعلق بنمط عيشه، فكيف إذا كان هذا التغيير جذريا ويؤدي إلى «انقلاب» في حياته تحت عنوان الشراكة الأبدية؟.
اليوم ومع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، لم تعد لقاءات التعارف بين شخصين تجري بالضرورة في ظروف تقليدية، أي من خلال مناسبة ما أو تدخل أحد من أفراد العائلة أو المعارف. فقد دخلت التكنولوجيا بقوة على الخط لتقلب الكثير من المقاييس المتعارف عليها. فالتعارف عبر الإنترنت ثم الارتباط الجدي المؤدي إلى الزواج تحوّل إلى شبه ظاهرة متبعة من قبل كثيرين. والمثير في الخبر أن هذا النوع من الزيجات يحقق نسبة نجاح أكبر من الزيجات التي تتم بطريقة تقليدية حسب ما تشير إليه دراسات خاصة حول الموضوع.نذكر منها دراسة أميركية جرت في جامعة شيكاغو وتفيد بأن الأشخاص المتزوجين بعد تعارفهم من خلال الإنترنت أكثر سعادة من غيرهم. كما أن نسبة الطلاق لديهم تبلغ 5.7% مقابل 7.6% بين المتزوجين زواجا بالأسلوب التقليدي.وقال الباحث المسؤول عن هذه الإحصاءات، جون كاشيوبو، إن هذه النتائج من شأنها أن تطمئن من يخافون من اللقاءات عبر الإنترنت ويعتبرونها غير لائقة لبدء علاقة رومانسية تمتد لمدى العمر.وشمل الاستطلاع ما يزيد على 19 ألف شخص في الولايات المتحدة تزوجوا بين العامين 2005 و2012. وبسبب أن الزيجات كانت كلها جديدة، فإن معدل الطلاق كان 5% والانفصال 2.5%.. ووجد العلماء أن ما يزيد عن ثلث الذين شملتهم الدراسة التقوا بأزواجهم عبر الإنترنت، وأن 45% منهم التقوا بهم عبر مواقع التعارف الإلكترونية، مقابل 21% التقوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك».أما الذين التقوا خارج عالم الإنترنت فكانت سبل تعارفهم في العمل (22%)، وعبر الأصدقاء (19%)، وفي الجامعة (11%). وتبيّن أن 7.6% منهم تطلقوا، مقابل 5.9% ممن التقوا عبر الشبكة، كما ظهر أن الذين يلتقون عبر الإنترنت عبروا عن سعادة في زيجاتهم تجاوزت بعض الشيء غيرهم.وإذا كان هذا الحال في الغرب، فما هو الحال في العالم العربي؟.
الاختصاصية النفسية د. رندة تعلق على الموضوع قائلة: «لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي ولّدت حالات اجتماعية مختلفة، لمسنا تأثيرها على جميع الأصعدة وليس فقط على قرارات الزواج. فأي علاقة تولد عبر الإنترنت تتقولب في إطار إنساني جديد يغلب عليه طابعا مريحا، ولعلّ الأشخاص الخجولين هم الأكثر استفادة من المحادثات الإلكترونية». وتتابع: «في حالات الزواج تكون هناك فرصة أكبر للمصارحة والحديث بصدق، خصوصا أن الشخص لا يكون مجبرا على استعمال عبارات تقليدية وما هو متوقع منه. والاهم أن الطرفين لا يشعران بمسؤولية الالتزام بالعلاقة فيما لو فشلت، إذ باستطاعتهما إنهاؤها ساعة يشاءون دون إحساس بالذنب أو تحمّل مسؤولية فشلها». وترى د. شليطا أن «هذه المحادثات الإلكترونية تجري عادة عندما يكون أصحابها في حالة استرخاء وهدوء، في أماكن مألوفة ومريحة في بيتهم وهم يتناولون فنجان قهوة أو شاي. كل هذا يأخذ العلاقة إلى منحى أكثر إيجابية خالية من أي ضغوطات أو قلق. وجميع هذه العناصر من شأنها أن تولّد فرص زواج أنجح من غيرها، لا سيما إذا ما تجاوزت مدة التعارف الأسبوعين وما فوق، لأن الأحاديث تكون طويلة وغزيرة تعطينا فكرة واضحة وبصورة أسرع عن شريكنا».وبشهادة الكثير ممن تزوجوا بهذه الطريقة، فإنهم يوافقون أن هذه الدراسة صحيحة وبأن الزواج بعد التعارف على الإنترنت كان إيجابيا إلى حد كبيرة. من هذه الشهادات، نذكر تجربة د. إيفون صيداوي، وهي طبيبة أسنان لبنانية، تزوّجت منذ فترة بشاب يعمل في مجال إدارة الأعمال، تعرّفت عليه على موقع «فيس بوك». تصف تجربتها بأنها سعيدة جدا. وتقول: «لقد مررنا بعدة مشكلات لكننا تغلبنا عليها سويا عبر التحادث الإلكتروني، الأمر الذي نلجأ إليه حتى اليوم أحيانا عندما ينزوي كل منا بغرفة منفصلة تعبيرا عن استيائنا من بعضنا البعض».
أما فرح--مسيجية-- التي تعرّفت على زوجها البريطاني الجنسية، أيضا عبر الإنترنت فتقول: «أعتقد أن اتخاذ القرار بالزواج أمر صعب في جميع الحالات، ولكن السهل في موضوع التعارف بين اثنين عبر مواقع التواصل الإلكترونية يكمن في اختصار المسافات والوقت معا». وتتابع: «برأيي أن هناك تفاصيل صغيرة لا يمكننا التطرّق إليها وجها لوجه بسبب الخجل مثلا، لكننا نستطيع التحدث فيها من خلال (فيس بوك) أو أي وسيلة إلكترونية أخرى. نقوم بذلك بشكل عام لأننا نشعر بحرّية أكبر في التعبير مما ينعكس إيجابا على العلاقة ككل». وتضيف رلى: «عندما يحصل الزواج بهذه الطريقة، تكون الكثير من الأشياء المتعلقة بشخصيتنا واضحة عموما، وفي وقت وجيز، بينما يتطلب التعرّف إلى الشخص الآخر بالطرق التقليدية وقتا أطول. فما قد نعرفه عن الشريك عبر الإنترنت في سنة، مثلا، قد لا نعرفه عن الشخص الذي نقابله ونتحدث إليه وجها لوجه لعدة سنوات».كما أثبت الدراسات العلمية أن 40% من الرجال يدخلون تلك المواقع من أجل إحداث بعض التغيير على روتين حياتهم الزوجية التي بأت تثير الملل إلى نفوسهم لرتابتها وثباتها على نظام معين ،مما يجعلهم يتحدوث مع الفتيات ويوعدوهم بالزواج مدعين كونهم غير متزوجين أو تزوجين ولكن منفصلين عن زوجاتهم لآي سبب من الأسباب، في حين تصدق الفتيات البريئات تلك الكلمات وربما تنجرف بعضهن إلى علاقة أكثر تطوراً من اللقاءات اليومية على الانترنت أو الاتصالات الهاتفية حتى تصل العلاقة إلى الفشل المحتوم والمنتظر بسبب أي إداعاءات غير حقيقية من قِبل الرجال.و أثبتت دراسة علمية أخرى أن هناك بعض الأفراد قد تعارفوا عن طريق الانترنت ثم تطور بهم الأمر إلى الحب ثم الزواج، وإن كانت لا تتجاوز نسبة هؤلاء 2% وهي نسبة قليلة للغاية ونادرة.ومن أهم مزايا مواقع التعارف والزواج عبر الانترت أنه مفيد للخجولين من الأشخاص حيث يستطيعون التحدث بحرية أكثر دون الخجل لعدم التواجد المباشر مع الشخص الآخر.
للشرع الاسلامي رؤيته--المقصود من الزواج أن يحصن الإنسان نفسه وأن يحصن من يتزوج، كما أن المقصود به أن ينجب أولاداً يربيهم تربية يصلحون بها لأن يباهي بهم الرسول عليه الصلاة والسلام يوم القيامة كما علمنا في قوله: (( تناكحوا وتكاثروا فإني مباهٍ بكمالأمم يوم القيامة )).فإذا فهمنا الهدف من الزواج، عرفنا أن الزواج بالانترنت لن يحقق لنا معرفة أخلاق من نتزوج، فالمرأة تنكح (( لجمالها ومالها وحسبها ودينها )) و(( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ))..
إذاً العوامل والمقومات التي يقوم عليها الزواج في الإسلام لا يستطيع الانترنت أن يحققها، وغاية ما يستطيع الانترنت تحقيقه إظهارصورة الشخص المقبل على الزواج عن طريق إدخال الصورة على الكمبيوتر، أما السيرة وهي الأهم من الصورة فلا يمكنها أن تظهر عن طريق الانترنت، فكيف يتسنى للزوج أو الزوجة معرفة حقيقة كل منهما دون أن يعرفوا بعضهم بعضا حقاً عن طريق تعارف الأهل والسؤال عن الطرفين لدى الآخرين؟ وكيف لنا أن نحقق الأهداف والمقاصد السامية من الزواج عن طريق الانترنت؟
وأخبراً فإن مواقع الزواج عبر الانترنت تعتبر سلاح ذو حدين وتعتمد في علاقاتها منذ البدابة حتى النهاية على مدى صدق الطرفين ومدى جديتهم في إكمال العلاقة .