محمد سالم البلهان - " وكالة أخبار المرأة "
أطلعتني عاملة عربية بمقهى سياحي في إحدى الدول الأوروبية على صحيفة فرنسية، حينما عرفت بأنني عربي، نشرت على إحدى صفحاتها صورة لامرأة عربية مهاجرة وهي تحمل على يدها طفلها الصغير وترفع يدها الأخرى لتتلافى صفعات يد رجل أمن حدود إحدى الدول الأوروبية، وهو يقودها بعنف وطفلها الصغير ومن معها من المهاجرين العرب إلى جهة لا يعلم مكانها إلا الله!
سألتني وهي تتألم، أتتذكر صرخة المرأة العربية التي استنجدت بأعلى صوتها حينما مسها الضرر منادية «وا معتصماه!» وخيالها لا يزال ماثلاً أمام أعين كل العرب. أما الآن وفي زمنكم العربي الحالي المتهالك والمفكك، فبمن ستستنجد نساء العرب والمسلمين يا ترى حينما يمسهن الضرر وقد أصبحن سلعة بيد السماسرة الأجانب، حينما ذهبت منكم الشهامة والشعور بالذود عن نسائكم بعد أن أصبحتم تهدمون فوق رؤوس أشقائكم الديار التي يسكنونها بأسلحة الدمار الأجنبية. ألا بئس ما انتهجتم به بعد أن أشعل الأجانب بينكم روح البغيضة والكراهية والفتنة، عاملين على ظروف الانحدار والخوف، حتى وصل الحال بالعرب لأن يقتل بعضهم بعضاً، أعطيتم الأجنبي الحاقد والكاره للإسلام والعرب الفرصة لأن يدخل وبكل قواه بينكم لتفكيك الصف العربي الإسلامي، وذلك بمساعدة أيدي فئة من الضالين من بني جلدتكم.
قلت لها يا سيدتي «وأنا مالي» لتسمعيني كل هذه المواعظ، قالت وهي تتأفف، للأسف الشديد هذا هو الرد الذي نسمعه منكم يا عرب هذا الزمان، حتى شعرنا نحن – النساء – بالكراهية لكم، لأنكم ترون ما يدور في بلادكم العربية الإسلامية من بلاء وقتل وتشرد النساء والدمار وهدم البيوت وانتهاك الحرمات والعار الذي ينال نساءكم وشرفكم وأطفالكم الذين يباعون بيد النخاسين، والكثير منكم يقول «وأنا مالي» وكأن الأمر لا يعنيكم، أنتم عنه معرضون.
لقد صدق قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حين قال «يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تتداعى الأكلة على قصعتها. قلنا: من قلة بنا يومئذ؟ قال: لا أنتم يومئذ كثير، ولكنكم كغثاء السيل، ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن؟ قال: حب الحياة وكراهية الموت. (صدق رسول الله).