الجزائر - " وكالة أخبار المرأة "
من كمال زايت ـ قالت تقارير إعلامية جزائرية إن المدرسة العليا للأساتذة بالعاصمة تشهد حملة “تحجيب” للنساء من خلال ملصقات غزت أسوار المدرسة، متخوفة من عودة ظاهرة التشدد التي غزت الجزائر في التسعينيات، والتي بدأت بحملات مماثلة وانتهت باستخدام القوة والعنف لفرض عادات وتقاليد مستوردة من دول أخرى.
وذكرت صحيفة “الوطن” (خاصة صادرة بالفرنسية) أن المدرسة العليا للأساتذة ببلدية بوزريعة الواقعة باعالي العاصمة تشهد حملة من أجل الحجاب، اذ غطت الملصقات الخاصة بهذه الحملة كل جدران المدرسة بحسب الصحيفة، التي قالت إن الملصقات تدعو الفتيات والنساء الى ارتداء الحجاب، وستر أجسادهن درأ للفتنة، وان الملصقات تختلف من واحدة الى اخرى مثل ” الحجاب لا يستر شعرك فقط بل يستر شرفك”، و”الحجاب لارضاء الخالق وليس لارضاء المخلوق”، و” وارحمي اخوانك، لا تعرضيهم للفتنة”.
وبالإضافة الى ذلك هناك حملة اخرى تحمل عنوان “صححي حجابك”، والتي تدعو الفتيات والنساء الى ارتداء حجاب شرعي، وعدم الاكتفاء بتغطية الرأس، وتشير الملصقات الى انه بالاضافة الى تغطية الرأس بالخمار لا بد من ارتداء ملابس واسعة لا تكشف الجسم.
وذكرت ان مواعظ أخرى ملصقة على الجدران تدعو الى التوبة والعودة الى الله، وطلب المغفرة على الأفعال المرتكبة.
ونقلت “الوطن” عن بعض الأساتذة تذمرهم من هذه التصرفات ومن تصاعد الخطاب السلفي، وكذا من غض الادارة الطرف على مثل هذه التصرفات التي تعيد الى الاذهان ما حدث نهاية الثمانينيّات ومطلع التسعينيات عندما بدأ الخطاب المتشدد يغزو المدارس والجامعات والمؤسسات، ومن منهج التوعية والنصيحة انتقل بسرعة الى العنف اللفظي وتكفير كل من لا يطبق توجهاته، لتأتي بعد ذلك مرحلة العنف، اذ تعرضت الكثير من النساء والفتيات الى الذبح لمجرد أنهن لم يكن يرتدين الحجاب، علما أن “موضة” الحجاب جاءت في تلك الفترة، التي عوض فيها “الحايك” وهو لباس تقليدي محتشم كانت النساء ترتدينه في العاصمة ومدن وسط البلاد، مقابل الملاية في قسنطينة ومدن الشرق، والعباية في غرب البلاد.